حديث في تقديم الجهاد بالوالدين على الجهاد في سبيل الله

اقرأ في هذا المقال


لقدْ فرضَ اللهُ على أمَّةِ الإسلامِ الجهادَ إذا نوديَ له، وجعلَ لهُ منَ الأحكامِ للمسلمينَ، كما بيّنَ الإسلامُ شروطهُ وما يوجبهُ وما يمنعهُ، كما وردَ في تقديم برّ الوالدينِ على الجهاد، وسنعرضُ حديثاً في الجهادِ في برِّ الوالدينِ وتقديمه على الجهاد في سبيل الله.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا آدمُ، حدّثنا شعبةُ، حدّثنا حبيبُ بنُ أبي ثابتٍ، قال: سمعتُ أبا العبّاسِ الشّاعرَ ـ وكانَ لا يُتّهمُ في حديثهِ ـ قال: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو رضيَ اللهُ عنهما يقولُ: جاءَ رجلٌ إلى النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ فاستأذنهُ في الجهادِ، فقالَ: (أحيُّ والداكَ؟). قال: نعم. قال: (ففيهما فجاهد). رقمُ الحديث:3004)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيح في كتابِ الجهادِ والسّيرِ؛ بابُ الجهادِ بإذنِ الأبوينِ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ ابنُ عمرِو بنِ العاصِ القرشيِّ السّهميُّ، منَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ، أما بقيّةُ سندِ الحديث:

  • آدمُ: وهوَ أبو الحسنِ، آدمُ بنُ أبي إياسٍ العسقلانيُّ (132ـ220هـ)، وهو منْ رواةِ الحديثِ منْ تبع أتباع التّابعينَ الثّقات.
  • شعبةُ: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجّاجِ العتكيُّ الأزديُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منْ كبار المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • حبيبُ: وهوَ أبو يحيى الأعورُ، حبيبُ بنُ أبي ثابتٍ قيسِ بنِ دينارٍ الأسديُّ (ت:119هـ)، وهوَ منْ رواة الحديث منَ التّابعينَ.
  • أبو العبّاس الشّاعر: وهوَ السّائبُ بنُ فرّوخٍ المكيُّ، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى فضلِ الجهادِ بالأبوينِ وتقديمهِ على الجهادِ في سبيلِ اللهِ، وقدْ وردَ في الحديثِ المذكورِ كثيراً منْ أقوالِ أهل العلم، فقالَ بعضهم: إنَّ ذلكَ الرّجلُ كانَ في علمِ النّبيِّ أنَّهُ خرجَ بغيرِ إذنِ والديهِ فشقّهمْ ذلكَ، فلما استأذنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ ردّهُ ليفرحهمْ، وتقديمِ جهادِ الأبوينِ فلأنَّ برَّ الوالدينِ فرضُ والجهادُ فرضُ كفايةٍ إذا قامَ بهِ البعضُ سقطَ الإثمُ عنِ البقيَّةِ، فيقدمُ الوالدينِ على الجهادِ، أمَّا إذا كانَ الجهادُ فرضُ عينٍ فلا تقديمَ للوالدينِ ولا استئذان منهما، واللهُ تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • فضلُ برّ الوالدينِ وأجرِ البار والمحسنُ إليهما.
  • تقديمُ الجهادِ بالوالدينِ على الجهادِ عندما يكونُ فرضُ كفايةٍ.

شارك المقالة: