حديث في جود النبي

اقرأ في هذا المقال


لقدْ اصطفى اللهُ نبيَّهُ مُحمَّدُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منْ بينِ الخلقِ أُنموذجاً يقتدَى بهِ، فكانَ صادِقاً أميناً، يتَّصِفُ بصفاتِ الكمالِ البشَريِّ، وكانَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ جاذباً بصِفاتِهِ وأخلاقِهِ للنَّاسِ لعقيدَةِ التَّوحيدِ، وسنعرضُ حديثأ في صفةِ من صفاتِهِ وهيَ الجودِ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

الحديث:

يروي الإمام البخاريُّ في الصَّحيحِ: “حدَّثَنا عبْدانُ، قال: أخبرنا عبدُ اللهِ، قال: أخبرنا يونسُ، عنِ الزُّهريِّ ح وحدَّثنا بشرُ بنُ مُحمَّدٍ، قال: أخبرنا عبدُ اللهِ، قال: أخبرنا يونسُ ومَعْمرُ عنِ الزُّهريِّ نحوهُ، قالَ: أخْبرني عٌبيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجودَ النَّاسِ، وكانَ أجودَ مايكونُ في رمَضانَ حينَ يلْقاهُ جبريلُ، وكانَ يلْقاهُ في كُلِّ ليلَةٍ منْ رمضانَ، فَيُدارِسُهُ القُرآنَ، فَلَرَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجْوَدُ بالخيْرِ منَ الرِّيحِ المُرْسلَةِ”

سند الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخاريُّ في الصَّحيحِ في بابِ كيفَ كانَ بدئُ الوحيِّ، ويرويهِ عنْ رجالٍ عدَّةِ منْ طبقَةِ تبعِ الأتْباعِ وهمْ عبْدانُ وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عُثْمانَ العَتْكِيُّ، وعنْ بشرِ بنِ مُحمَّدٍ السَّخْتيانِيُّ، ويرْوياهُ عنْ عبدِ اللهِ وهو ابنُ المباركِ وهوَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، ويرويهِ عبدُ اللهِ عنْ رواةٍ منْ أتْباعِ التَّابعينَ وهمْ: يونُسَ بنِ يزيدٍ بنِ أبي النِّجادِ ومعْمَرِ بنِ راشِدٍ الأزْدِيِّ، ويرْوياهُ يزيدُ ومعمَرٍ عنْ عبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ منْ رواةِ التَّابعينَ، لِيَصِلَ الحديثُ إلى عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ منْ المُكْثرينَ لروايةِ الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الصَّحابَةِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى صفَةٍ منْ صفاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهي الجودُ، فقدْ كانّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بنّصِّ الحديثِ أجْوَدَ النَّاسِ بالخيرِ والتَّصَدُّقِ، ودلَّ اسمُ التَّفْضيلِ (أجوَدَ): أيّْ أكْثرُ النَّاسِ كَرماً على الإسْتمراريَّةِ، وكانَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بجودِهِ أكْثَرَ في شهرِ رمَضانَ المُبارَكِ، وتخصيصُ شهرِ رمَضانَ المُبارَكِ في جودِهِ عليهِ السَّلامُ نتيجَةَ مٌلاقاتِهِ لجبريلَ عليهِ السَّلامُ في كل ليلَةٍ منْ ليالي رمَضانَ لِيُدارَسَهُ القُرآنَ أي: يذاكرَهُ ويقرأُ معهُ ما نزلَ منَ الوَحيِّ، وقالَ أهلُ العِلْمِ في زيادَةِ الوَحيِّ جودُ خاصُ في زيادَةِ القرآنِ والوحيِّ عندَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وأمَّا تشبيهُ جودِهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامِ وتفضيلِهِ عنِ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ لأنَّها تبعَث في غايَةِ الهبوبِ معْ منْفَعَةٍ لمنْ أرْسلَتْ إليهِمْ.

ما يرشد إليهِ الحديث:

منَ الدروسِ والعبر المُستفادَةِ منَ الحديثِ:

  • بانُ صفةُ الجودِ العظيمَةِ عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
  • تخصيصُ الخيرِ الوافرِ في التَّصَدُّقِ والجودِ في شهرِ رمضانَ المُبارَكِ.
  • الخيرُ في ملاقاةِ الصَّالحينَ والعُلماءِ كما كانَ الخيرُ في ملاقاتِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بجبريلَ عليهِ السَّلامُ.
  • الفضلُ في مذاكرةِ القُرانِ الكريمِ وخصوصاُ في شهرِ رمضانَ.

شارك المقالة: