لقدْ جاءَ في حديث رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ما يبيّنُ العقيدةَ بأركانها منَ الإسلام والإيمانِ، وقدْ بيّن عليه الصّلاةُ والسّلامُ درجةَ الإيمانِ بسموّها بالاعتقاد والعمل والقولِ، كما بيّنَ الإيمانَ وشعبه، وسنعرضُ حديثاً في الإيمان وشعبه وعددها.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيح: ((حدّثنا عبيدُ الله بنُ سعيدٍ، وعبدُ بنُ حُميدٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ العقديُّ، حدّثنا سليمانُ بنُ بلالٍ، عنِ عبدِ الله بنِ دينارٍ، عنْ أبي صالحٍ، عنْ أبي هريرةَ، عنِ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ قال: “الإيمانُ بضعٌ وسبعونَ شعبةً، والحياءُ شعبةُ منْ شعبِ الإيمانِ” )). رقمُ الحديث:57.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيح في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (عدد شعب الإيمان)، والحديثُ جاء منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ ، أمّا بقيّةُ سندِ الحديثِ كمنَ الرّجالِ:
- عبيد الله بن سعيد: وهوَ أبو قدامةَ، عبيدُ اللهِ بنُ سعيدٍ السّرخسيّ (ت: 241هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- عبدُ بنُ حميدٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، عبدُ بنُ حميدِ بنِ نصرٍ (170ـ249هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّواية للحديثِ منْ تبعِ الأتباعِ أيضاً.
- أبو عامرٍ العقديّ: وهوَ عبدُ الملكِ بنُ عمرو القيسيُّ (ت: 204هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ تبعِ أتباع التّابعينَ في الحديث.
- سليمانُ بنُ بلالٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، سليمانُ بنُ بلالٍ القرشيُّ (ت: 177هـ)، وهوَ منْ محدّثي أتباع التّابعينَ الثّقات.
- عبدُ الله بنُ دينارٍ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ دينارٍ القرشيُّ (ت: 127هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديثِ.
- أبو صالحٍ: وهوَ ذكوانُ السّمانُ الزّيّاتُ المدنيُّ (ت:101هـ)، وهوَ وهوَ منْ ثقاتِ الرّواية للحديثِ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى الإيمانِ وشعبهِ، وقدْ بيّنَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ في الحديثِ أنَّ عددّ شعب الإيمانِ بضعٌ وسبعونَ شعبةُ، والبضعُ منَ الثّلاثة إلى العشرةِ، والشّعبُ معناها الخصال، أي أنّ الإيمانُ وأهله لهمْ خصالٌ تشيرُ إلى إيمانهمْ، وقدْ خصَّ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ الحياءَ بالذّكرِ لأهمّيّتهِ في ثباتِ الإيمانِ، وهوَ ما يدعو المؤمنَ إلى الاستحياءِ منَ الخالقِ بأداء الطّاعة والبعدِ عنِ المعصيةِ الّتي تؤدّي إلى غضب الله تعالى ، والله تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائد منَ الحديث:
- الإيمانُ لهُ خصالٌ عددها فوقَ السّبعينَ شعبة.
- الحياءُ منْ شعب الإيمانِ وخصاله.