حديث في صفات النبي الخلقية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ اجتمعَ لرسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الأخلاقِ المصطفويّةِ ما جعلهُ أفضلُ الخلقِ، فلمْ تعرفِ العربُ ولا العجمُ أفضلُ منهُ خلقاً، كريماً، عفوّاً، صادقاً أميناً، يردُّ الحقَّ لأصحابهِ، لا يخشى في الله لومةَ لائمٍ، وكما اجتمعتِ الصّفاتِ الخُلقيّةِ بكمالها البشريُّ؛ فقدْ كانَ لخلقتهِ منَ الصّفاتِ الجماليّةِ بينَ البشرِ، وسنعرضُ حديثاً في صفتهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ الخلْقيَّةِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثني ابنُ بُكيرٍ، قال: حدّثني اللّيثُ، عنْ خالدٍ، عنْ سعيدِ بنِ أبي هلالٍ، عنْ ربيعةَ بنِ أبي عبدِ الرّحمنِ قال: سمعتُ أنسَ بنَ مالكٍ يصفُ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، قال: كانَ ربعةً منَ القومِ، ليسَ بالطّويلِ ولا بالقصيرِ، أزهرَ اللّونِ، ليسَ بأبيضٍ أمْهقَ ولا آدمٌ، ليسَ بجعدٍ قططٍ ولا سبطٍ رجلٍ، أُنْزِلَ عليهِ وهوَ ابنُ أربعينَ، فلبثَ في مكّةَ عشرَ سنينَ، وليسَ في رأسِهِ ولحيتهِ عشرونَ شعرةً بيضاءَ. قالَ ربيعةُ: فرأيتُ شعراً منْ شعرهِ فإذا هوَ أحمرُ، فسألتُ فقيلَ: احمرَّ منَ الطّيبِ)). رقمُ الحديث:3547.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ المناقبِ، بابُ صفةِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريُّ، خادمُ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ وهوَ منَ الصّحابةِ المكثرينَ في رواية الحديثِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:

  • ابنُ بُكيْرٍ: وهوَ أبو زكريا، يحيى بنُ عبدِ اللهِ بنِ بُكيْرٍ القرشيُّ (155ـ231هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
  • اللّيثُ: وهوَ أبو الحارثِ، اللّيثُ بنُ سعدٍ الفهميُّ (94ـ175هـ)، وهوَ منْ كبارِ أتباع التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديثِ.
  • خالدٌ: وهوَ أبو عبدِ الرّحيمِ، خالدُ بنُ يزيدَ الجُمحيُّ (ت:139هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • سعيدُ بنُ أبي هلالٍ: وهوَ أبو العلاءِ، سعيدُ بنُ أبي هلالٍ اللّيثيُّ المصريُّ (70ـ133هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ في رواية الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • ربيعةُ: وهوَ أبو عثمانَ، ربيعةُ بنُ أبي عبدِ الرّحمنِ فرّوخَ القرشيُّ (ت:136هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ في رواية الحديثِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى بيانِ صفاتِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ الخَلْقِيَّةِ، وهي فيما رواها عنهُ الصّحابيُّ الجليلُ أنسُ بنُ مالكٍ الأنْصاريُّ، منْ أقربِ الصّحابةِ لرسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ لخدمتهِ إياهُ، وقدْ ذكرَ في رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ الصّفاتَ الآتية:

  • ربعةً منَ القومِ: وهوَ أنّهُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ كانَ ليسَ بالطّويلِ الكثيرِ المفرطِ ولا بالقصيرِ.
  • أزهرَ اللونِ: ويعني بالأزْهرِ أنّهُ كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أبيضاً مستنيراً فيه منَ النّورِ، وليسَ بابيضَ يميلُ إلى الحمرةِ المستنيرةِ البشعةِ ولا بالآدمِ الأسودِ.
  • ليسَ بجعدٍ قطط ولا سبطٍ رجلٍ: ويعني أنّهُ كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ صاحبُ شعرٍ غيرَ ملتويٍّ ولا مرسلٍ كثيراً.
  • بلغَ الخمسينَ بعدَ البعثةِ وليسَ في شعرهٍ بياضُ كثيرٌ.

وقدْ روى أيضاً ربيعةَ بنِ أبي عبدِ الرّحمنِ أنّهُ رأى شعراً منْ شعرِ النّبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ولمْ يلاحظْ  البياضَ، فلمّا سألَ عنْ ذلكَ أُخبِرَ أنّهَ مال إلى الحمرةِ منَ الطّيبِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • اكتمالُ صفةُ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ الخلقيّةِ كمالاُ بشريّاً.
  • النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أفضلُ البشرِ بصفاتِ الخَلْقيّةِ والخُلقيّةِ.

شارك المقالة: