حديث في صلاة الليل والوتر

اقرأ في هذا المقال


لقد كانَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يعلُّمُ أصحابهُ العباداتِ وما يتعلَّقُ بها، ولقدْ كانُ يبيِّنُ لهمْ سُننها وهيئاتها، ومنَ العباداتِ الّتي كانَ يعلِّمهمْ إياها الصَّلاةِ وسننها، ومنَ النَّوافلِ الّتي كانَ يبيّنها لهمْ صلاةُ الليل الوترِ، وسنعرضُ حديثاً في بيانِ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لصلاةِ الليلِ والوتر.

الحديث:

يروي الإمام البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتاب الوتر: ((حدَّثَنا يحيى بنُ سليمانَ، قال: حدَّثني عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ، قال: أخبرني عمرو، أنَّ عبدَ الرَّحمنِ بنَ القاسمِ حدَّثَهُ عنْ أبيهِ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، قال: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (صلاةُ الليلِ مثنى مثنى، فإذا أردتَ أنْ تنصرفَ فاركعْ ركعةً توترُ لكَ ما صليْتَ). قال: القاسمُ: ورأيْتُ أُناساً منذُ أدْركنا يوترونَ بثلاثٍ، ولأنْ كلَّاً لواسعٌ أرجو أنْ لا يكونَ بشيءٍ منهُ بأسٌ)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كِتابِ الوترِ، بابُ ما جاءَ في الوترِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطَّابِ القرشيُّ، وهوَ منَ الصَّحابةِ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجال الحديث:

  • يحيى بنُ سليمانَ: وهوَ أبو سعيدٍ، يحيى بنُ سليمانَ الجعفيُّ الكوفيُّ (ت:237هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ: وهوَ أبو محمَّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ القرشيُّ الفهريُّ (125ـ197هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • عمرو: وهوَ أبو أميَّةَ، عمرو بنُ الحارثِ الأنْصاريُّ (92ـ148هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديث منْ زمنِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • عبدُ الرَّحمنِ بنُ القاسم وأبوهُ: وهوَ أبو محمَّدٍ، عبدُ الرَّحمنِ بنُ القاسمِ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ (ت:126هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدِّثينَ من أتباعِ التَّابعينَ، وأبوهُ  القاسمُ منَ المحدِّثينَ الثِّقاتِ منَ التَّابعينَ عنِ الصَّحابةِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى هيئةِ صلاةِ الليلِ وصلاةُ الوترِ، ففي ما يرويهِ الرَّاوي عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطَّابِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيَّنَ لهُ أنْ يصلِّ صلاةَ الليلِ وهيّ القيامِ كما هيَ النَّوافلُ غيرَ الوترِ، وتصلَّى مثنى مثنى ركعتينِ ركعتينِ ما شاءَ أنْ يُصلِّي، وأمَّا الوترُ فقدْ بيَّنَ له عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أنْ يوتِرَ بعدَ صلاةَ القيام بركعةٍ وهيَ صلاةُ الوترِ، وأقلُّها واحدةٌ وللمسلمِ أنْ يُصلِّ الوترَ بمثنى ثمَّ يوترُ بواحدةٍ أخرَ صلاتهِ، أو أنْ يصلِّيها ثلاثُ ركعاتٍ متِّصلاتٍ، واللهُ أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروس والعبرِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • صلاةُ القيام ركعتينِ ركعتينِ.
  • صلاةُ الوترِ فرديُّةٌ وأقلُّها واحدةً.

شارك المقالة: