لقد كانَت غزواتِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ نقطةُ بدايةِ تأسيسِ دولةِ الإسلامِ في المدينةِ، وقدْ كانت هذه الدّولةُ تقومُ على الإيمانِ بالنّصرِ وهزيمةِ الشّركِ وأهل الوثنيّةِ، وقدْ سطّر الصّحابةُ معْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ في غزوةِ بدرٍ الكبرى أروحَ أمثلةِ التّضحيةِ وهزيمةِ المشركينِ معْ قلّةِ عددهم، وسنعرضُ حديثاً في عددِ المسلمينَ في غزوةِ بدرٍ.
الحديث:
يروي الإمام البخاريّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثني محمودُ، حدّثنا وهبٌ، عنْ شعبةَ، عنْ أبي إسحاقَ، عنِ البراءِ قال: اسْتُصْغرتُ أنا وابنُ عمرَ يومَ بدرٍ وكانَ المهاجرونَ يومَ بدرٍ نيّفاً على ستّينَ، والأنصارُ نيّفاً وأربعينَ ومائتينِ)). رقمُ الحديث: 3956.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ المغازي، بابُ عدّةِ أصحابِ بدرٍ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيّ الجليلِ البراءُ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ البراءُ بنُ عازبٍ الأنصاريُّ (ت:72هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا رجالُ سندِ الحديثِ البقيّةِ:
- محمودٌ: وهوَ أبو أحمد، محمودُ بنُ غيلانَ المروزيُّ (ت: 239هـ)، وهوَ منْ تبعِ الأتباع الثّقاتِ في رواية الحديث.
- وهبٌ: وهوَ أبو العبّاسِ، وهبُ بنُ جريرِ بنِ حازمٍ الأزديُّ (ت: 206هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ الأتباع أيضاً.
- شعبةُ: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجّاجِ العتكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقات منْ أتباع التّابعينَ.
- أبو إسحاق: وهوَ عمرو بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبيدٍ الهمدانيُّ (29ـ129هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديثِ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديث المذكورُ إلى عدّةِ أصحابِ غزوةِ بدرٍ الكبرى، وهي غزوةُ حدثت في السّنةِ الثّانيةِ للهجرةِ، وقدْ كانَ عدد المسلمينَ قليلٌ بالنّسبةِ إلى جيشِ المشركينَ، وقدِ انتصرَ فيها جيشُ المسلمينِ مع قلّةِ العددِ والعدّةِ، وقدْ ذكر الرّاوي البراءُ بنُ عازبٍ رضي اللهُ عنهُ أنَّهُ تنحّى عنْ هذهِ الغزوةِ هوَ وعبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ لصغرِ سنّهما، وقدْ ذكرَ أنّ عددَ جيشِ المسلمينَ ما يزيدُ عنِ ستين منَ المهاجرينَ وما يزيدُ عنِ مائتينِ وأربعينَ، وقدْ وردَ منْ أهلِ السّيرِ أنّ جيشَ المسلمينَ كانَ قدْ قاربَ الثّلاثمائةِ وخمسةَ عشرَ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- هزيمةُ المسلمينَ في بدرٍ بإيمانهمْ رغمَ قلّةِ عددهم.
- غزوة بدرٍ الكبرى من صور انتصار الحقّ على الباطلِ بالإيمان.
