لقدْ منَّ اللهُ تعالى على المسلمينَ بالإسلامِ، وجعلَ عملَ المسلمِ مقبولاً بنيَّةِ العملِ الصّالحِ مخلصاً لوجه اللهِ، فلا عملُ يقبلُ بدونِ الإخلاصِ، ومنَ الأعمالِ الّتي لا يقبلهُ اللهُ إلّا أنْ تكونَ لهُ خالصةً الجهادُ في سبيلِ اللهِ، سنعرضُ لكم حديثاً في قبولِ الجهادِ فقطْ عندما يكونُ لإعلاءِ كلمةِ اللهِ تعالى.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا سليمانُ بنُ حربٍ، حدّثنا شعبةُ، عنْ عمرٍو، عنْ أبي وائلٍ، عنْ أبي موسى رضيَ اللهُ عنهُ، قال: جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: الرّجلُ يقاتلُ للمغنمِ، والرّجلُ يقاتلُ للذّكرِ، والرّجلُ يقاتلُ ليرى مكانه، فمنْ في سبيلِ اللهِ؟ قال: (منْ قاتلَ لتكونَ كلمةُ اللهُ هي العليا فهوَ في سبيلِ اللهِ). رقمُ الحديث:2810)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الجهادِ والسّيرِ؛ بابُ منْ قاتلَ لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا، والحديث منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ قيسٍ الأشعريُّ، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ المكثرينَ للحديثِ عنِ الرّسولِ عليهِ الصّلاةُ والسّلام، أمّا بقيّةُ رواة الحديث:
- سليمانُ بنُ حربٍ: وهوَ أبو أيّوبَ، سليمانُ بنُ حربِ بنِ بجيلٍ الأزْديُّ (140ـ224هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديث الثّقاتِ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ.
- شعبةٌ: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجّاجِ العتكيُّ الأزْديُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ المشاهيرِ في علم الحديثِ منْ أتباعِ التّابعينَ.
- عمرٌو: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، عمرُو بنُ مرّةَ الجمليُّ الكوفيُّ (ت:118هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.
- أبو وائلٍ: وهوَ أبو وائلٍ، شقيقُ بنُ سلمةَ الأسديُّ (1ـ82هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقات في رواية الحديث.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى شروطِ قبولِ عملِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ تعالى، وهوَ كسائرِ الإعمالِ لا يقبلُ إلّا أنْ يكونَ مخلصاً لوجهِ اللهِ تعالى، خالياً منَ النّفاقِ والرّياءِ وما يفسدُ العملَ، وقدْ ذكرَ الرّجلُ السّائلُ في الحديثِ أصنافاً منَ المقاتلينَ في سبيلِ اللهِ وهمُ المقاتلونَ لأجلِ الغنائمِ بعدَ المعركةِ والمقاتلونَ لأجلِ أنْ يذكروا ويستشهدُ بقتالهمْ والمقاتلونَ لكي يشاهدَ النّاسُ منزلتهمْ في المعركةِ، وقدْ عدّهمْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ لا أجرَ في قتالهمْ، وبيّنَ أنَّ أجر المقاتلِ يكونُ لمنْ قاتلَ وهدفه فقطْ إعلاءُ كلمةِ اللهِ تعالى.
ما يرشد إليه الحديث:
من الفوائد منَ الحديث:
- فضلُ الجهادِ في سبيل الله.
- أجرُ القتالِ في سبيل الله يكونُ مقبولاً عندما يكونُ لإعلاء كلمة الله تعالى.