حديث في نزول عيسى عليه السّلام

اقرأ في هذا المقال


لقدْ أعلمنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منْ علاماتِ السَّاعةِ الكثير، ومنها الصُّغرى الّتي تسبقُ الكبرى، ومنْ علاماتِ السَّاعةِ الكبرى الَّتي أخبرنا بها نزولُ عيسى عليهِ السَّلامُ، وسنعرضُ في بحثِنا هذا حديثً في هذهِ العلامةِ الّتي تدلُّ على اقترابِ السَّاعة.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ رَحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثناعليُّ بنُ عبدِ اللهِ، حدَّثنا سُفيانُ، حدَّثنا الزُّهريُّ، قال: أخبرني سعيدُ بنُ المُسيَّبِ، سَمِعَ أبا هريرَةَ رضيَ اللهُ عنْهُ، عنِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ قالَ: (لا تقومُ السَّاعَةُ حتَّى ينزلَ فيكُمُ ابنُ مريمَ حكماً مُقسطاً، فيكسرُ الصَّليبَ، ويقتُلُ الخنْزيرَ، ويضَعُ الجزْيَةَ، ويفيضُ المالُ حتَّى لا يقبَلُهُ أحَدٌ). رقمُ الحديثِ: 2476)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ مُحمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ المظالمِ، بابُ كسرِ الصَّليبِ، وقتلُ الخنْزيرِ، ويبدأُ سنَدُ الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ منْ طريقِ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ جعفرٍ السَّعديِّ، ويرويهِ عليٌّ عنْ سُفيانَ وهوَ ابنُ عُيَيْنَةَ الهلاليُّ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، ويرْويهِ سُفيانُ عنْ الزُّهريُّ وهوَ مُحمَّدُ بنُ مسلِمٍ الزُّهريُّ منَ التَّابعينَ، أمَ الزُّهريُّ فيروي الحديثَ منْ طريقِ سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ منْ كبارِ التَّابعينَ وقيلَ هو أفضَلُهُمْ، ليَصِلَ سنَدُ الحديثِ إلى أبي هريرَةَ منْ كبارِ الصَّحابَةِ المُكثرينَ لروايةِ الحديثِ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى علامة منْ علاماتِ السَّاعَةِ الكبرى وهي نزولُ عيسَى عليهِ السَّلامُ في آخرِ الزَّمانِ، بعدَ ما تفشَّتْ في النَّاسِ الفتنُ، والبعدِ عنِ الدينِ وتشريعاتِهِ، وكثرَةِ المظالِمِ، فيقومُ باشاعةِ العدْلِ بعدَ أنْ ضاعَ وقلَّ، فيحْكُمُ بالعدْلِ بينَ النَّاسِ ويرجعُ المظالمَ والحقوقَ لأصْحابها، كما يقومُ بكسرِ الصَّليبِ الّذي يؤمنُ بهِ أتْباعُهُ ليدُلَّ ذلكَ على عدمِ صلبهِ وقتلِهِ، وعدَمُ وجودِهِ في دعوتِهِ وأنَّهُ منَ البِدَعِ الَّتي ابتَدَعوها منْ بعْدِهِ، كما يقومُ بقتلِ الخنزيرِ الَّتي حرَّمَتْهُ الشَّرائعُ السَّماويَةِ ويأتِي بها أتْباعُهُ منَ النّصارى، ويأمُرُ بالجزْيَةِ بعدًَ أنْ يقيمَ تعاليمَ الإسْلامِ ورسالَةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، والجزيَةُ هي ما يدْفَعُها أهلُ الذّمَةِ الّتي يعيشونَ في حكمِ المسلمينَ، ويقابلُها الزَّكاةُ لأهلِ الإسْلامِ، ويعدَ أنْ يأمُرَ بها يفيضُ المالُ حتَّى لا يقبلُهُ أحَدُ لإكْتفائِهمْ وعدمِ الحاجَةِ إليهِ لأحوالِهم.

ما يرشد إليهِ الحديث:

ممَّا يرشدُ إليهِ الحديثُ:

  • ثبوتُ خُروجُ عيسى بنُ مريمَ في آخر الزَّمانِ، وخروجُهُ منْ علاماتِ السَّاعَةِ.
  • رسالَةُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رسالَةُ الحَقِّ يؤمنُ بها الأنْبياءُ جميعُهم.
  • دعوةُ عيسى عليهِ السَّلامُ في آخرِ الزَّمانِ حجَّةٌ على منْ غيَّروا واستبدَلوا منْ بعدِهِ منْ أتْباعِهِ.

شارك المقالة: