حق الله على العباد في العقيدة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


حتى يكون المسلم صاحب عقيدة سليمة وصحيحة في الإسلام، عليه أن يكون ملمّاً بكثير من المعتقدات، والعديد من الموضوعات التي يقوم عليها دينه الإسلامي، ومن أهم تلك الأمور معرفة الغاية من الخلق في الكون، وما هو حق الخالق على عباده، هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

لماذا خلق الله العباد؟

خلق الله تعالى الخلق لعبادته وحده، وعدم الشرك به؛ لأنه خلق الكون والمخلوقات وحده سبحانه وتعالى، وهو الخالق الذي يستحق أن يكون إله هذا الكون المعبود وحده عما سواه، وقال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ” سورة الذاريات 56.

ما المقصود بالعبادة؟

العبادة هي ما أحبه الخالق جل وعلا من أعمال صالحة تتمثل بالأفعال، مثل الخشوع الصلاة والصيام، والأقوال مثل الدعاء والتسبيح والأذكار وغيرها، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” سورة الأنعام 162.

وتتنوع العبادات إلى أنواع كثيرة من الأفعال المشروعة، ومنها: الدعاء والتوكل والتوسل، والرجاء والخوف، والسجود والركوع.

ويجب أن يقوم المسلم بأداء ما عليه من عبادات، كما جاء في كتاب الله وسنة نبيه، والعمل بأوامر الله تعالى، وما أوحى به لنبيه محمد _عليه الصلاة والسلام_، ويعبد المسلم ربه خوفاً من العقاب والعذاب، وطمعاً في الأجر والثواب، ودخول الجنة.

وأن يرتقي المسلم في إيمانه لدرجة الإحسان في العبادة، أي أن يستشعر في عباداته الظاهرة والباطنة مراقبة الله عز وجل في، ويعبده بقلب صادق، ويعمل كأنه يراه في كل زمان ومكان، فالله تعالى يعرف ما يقوم به العبد من أفعال ظاهرة، وما يخفيه في قلبه من أفكار ونوايا، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم-: “الْإِحْسانُ أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّك تَراهُ، فَإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فَإِنّهُ يَراكَ” رواه مسلم.

ما هي أعظم الحقوق بعد حق الله في العبادة؟

يكمن حق الله تعالى على العباد بالعبادة، والإخلاص فيها لوجهه تعالى، ثمّ حقه عليهم في طاعة رسوله الكريم، بما جاء به من أوامر وأحكام، فهي كلها من وحي الله عز وجل، وليست من هواه _عليه الصلاة والسلام_.

ثم يعتبر الإسلام أن هناك حق عظيم لله تعالى على عباده يأتي بعد حق العبادة وطاعة الرسول، وهو حق الوالدين، فقد أمر الله تعالى بالإحسان إليهما، وتلبية طلباتهما ورغباتهما في الحياة بما لا يُعصي الله تعالى، وهذا دليل على أهمية بر الوالدين في العقيدة الإسلامية، فهو أمر متعلق بعبادة الله تعالى، فقال سبحانه وتعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” سورة الإسراء 23.


شارك المقالة: