حكم إخراج زكاة الفطر بأي وقت من شهر رمضان

اقرأ في هذا المقال


حدّد الشرع وقت زكاة الفطر في شهر رمضان قبل العيد بيوم، لكن قد يضطر بعض المزكّين إلى تعجيل إخراجها، ويقومون بإخراجها في أي وقت من شهر رمضان، فما حكم إخراج زكاة الفطر بأي وقت من شهر رمضان؟

حكم إخراج زكاة الفطر بأي وقت من شهر رمضان:

بعد أن اختلف الفقهاء في حكم إخراج زكاة الفطر بأي وقت من شهر رمضان، كان هناك أربعة أقوال مختلفة في الحكم بهذه المسألة، وهي:

القول الأول: للمالكية والحنابلة:

ذهب المالكية والحنابلة إلى جواز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، ولا يصح دفعها بأي وقت قبل ذلك، واستدلّ أصحاب هذا القول بحديث ابن عمر _رضي الله عنه_: “كانوا يعطونها قبل الفطر بيوم أو يومين” رواه بخاري.

وقد نقل الصحابي الجليل ابن عمر _رضي الله عنه_ ما كان يفعله الصحابة _رضي الله عنهم_ على سبيل الإجماع، حيث أنّ الصحابة لا يتّفقون إلّا على ما فيه حق؛ لأنّ أفعالهم صادرة عن الاقتداء بالنبي _عليه الصلاة والسلام_، وقالوا بأنّ الفقير لو حصل على زكاة الفطر قبل الوقت المحدد لها، فقد تفنى في يده ويُنفقها قبل يوم العيد، وبذلك لا يتحقق المقصود من زكاة الفطر وهو إغناء الفقير يوم عيد الفطر.

القول الثاني: لبعض الحنابلة:

يقول بعض الحنابلة بجواز إخراج زكاة الفطر من بعد منتصف شهر رمضان، وقاسوا ذلك على جواز تعجيل أذن الفجر، مع عدم دخول وقت الصلاة. والقياس على الدفع من مزدلفة بعد منتصف الليل، فالشرع رخّص ذلك مع قضاء أكثر الوقت من اليل فيها، وهذا القياس لا يتوافق مع مسألة إخراج زكاة الفطر.

القول الثالث: للشافعية وبعض الحنفية وبعض الحنابلة:

أجاز أصحاب هذا الرأي إخراج زكاة الفطر من بداية شهر رمضان، مبرّرين ذلك بأنّ الصوم والفطر منه السبب الرئيس للصدقة، فإن وجد الصوم تجوز الزكاة، وكأنّ المزكّي مَلَك النصاب الذي يُوجب الزكاة على ماله، وبما أنّ بعض الفقهاء أجازوا تقديم إخراج الزكاة قبل الوقت المحدد بيوم أو يومين، فيتم إلحاق باقي الأيام على سبيل القياس.

القول الرابع: للحنفية:

أجاز الحنفية تقديم إخراج زكاة الفطر عن الوقت المحدد، ولو كان ذلك قبل شهر رمضان، لأنّ توافر سبب الوجوب يُجيز تعجيل الزكاة بعد وجود سببها، فهذا يتناقض مع المقصود من زكاة الفطر، وقياس التعجيل في إخراج زكاة الفطر، على التعجيل في زكاة المال، يكون مع وجود الخلاف.

ويُرجح جمهور الفقهاء القول الأول، وهو وجوب إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين؛ بسبب قوة الأدلّة التي تُثبت صحة هذا القول، كما أنّه الرأي الأكثر مناسبةُ لحكمة مشروعية زكاة الفطر، وهي تمكين الفقير من تهيئة نفسه ليوم العيد.


شارك المقالة: