حكم القرض الحسن من مال الزكاة

اقرأ في هذا المقال


تقوم بعض الجمعيات الخيرية المعنية بجباية أموال الزكاة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، بإنشاء صناديق مالية تتضمّن بعض أموال الزكاة، بهدف إعانة طلبة العلم على استكمال مسار تعليمهم، من خلال تقديم هذه الأموال إليهم على شكل قروض حسنة، على أن يقوم أي طالب استفاد من القرض الحسن بتسديده بعد الانتهاء من الدراسة، دون أي فوائد، فما حكم القرض الحسن من أموال الزكاة؟

حكم القرض الحسن من أموال الزكاة:

ذكر الله تعالى مصارف الزكاة في القرآن الكريم، على سبيل الحصر، فقال سبحانه وتعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ” سورة التوبة آية 60، ويجب الالتزام بتمليك أموال الزكاة لما أمر الله تعالى به.

ولم يشترط بعض الفقهاء من أهل العلم ضرورة صرف أموال الزكاة للأصناف الثمانية المحددة في القرآن الكريم، وتمليك الزكاة لهم فقط، حيث قالوا بأنّ الالتزام بالتمليك يُشترط للأصناف الأربعة المذكورة في البداية، وهم الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلّفة قلوبهم، حيث يتملك أي من هذه الأصناف مال الزكاة ويأخذونها دون وجوب إرجاعها مهما كانت أحوالهم بعد أخذ مستحقاتهم من مال الزكاة.

أمّا الأصناف الأربعة الأخرى، فتصرف لهم أموال الزكاة حسب الظروف التي يمرّون بها، ويجب الالتزام بإنفاقها لما أُخذت من أجله، وإلّا عليهم بإعادتها لمن صرفها لهم، ليتم توزيعها على من هو أكثر حقاً منهم.

كما يجب توزيع أموال الزكاة لكافة المصارف المحددة، وعدم تخصيصها لفئة على حساب الأخرى، وتمليكها لمن يستحقها بسبب حاجته، أما عن الأصناف الأربعة الأخيرة فيجب صرف أموال الزكاة إليهم، لتغطية النفقات التي جعلتهم من مستحقي أموال الزكاة، مثل ابن السبيل حتى يعود إلى بلده، والغارم حتى يُقضى دينه.

وعليه لا يجوز أن تُصرف أموال الزكاة للقروض الحسنة، التي يتم استرجاعها من الطلبة في المستقبل، فهذا يعني صرف أموال الزكاة في غير مصارفها المحددة من الشارع، وبدوران هذه الأموال بين الجمعيات والطلبة، تكون الزكاة غير معدّة للأصناف المستحقة، فلا تبرأ ذمة المزكي في هذه الحال، سواء دفع الزكاة بنفسه، أو وكّل الإمام بها.

ولحل مشكلة طلبة العلم المحتاجين، يُمكن اعتبار هؤلاء الطلبة من الفقراء، حيث يتم إعطائهم من أموال الزكاة سهم الفقراء والمساكين، وتمليكهم المال دون استرجاعه منهم، كما يمكن إنشاء صندوق للقروض الحسنة من الصدقات والتبرعات.

التي تُقدّم للجمعيات الخيرية، دون أموال الزكاة، ليتم الاتفاق مع المتبرعين بذلك، وتسيير الصندوق على نظام واضح وإجراءات محددة للعمل فيه، وتعيين مصير هذه الأموال في حال توقف الصندوق عن العمل.


شارك المقالة: