لقد كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع صحابته رضوان الله تعالى حياة متجدّدة في الحديث النّبويّ، يستمعون ويحفظون وينقلون لأقرانهم ومن جاء من بعدهم، فكانوا في علم الحديث الطبقة الأولى في إسناد الرواية، تلك الطبقة التي حُكِم عليها بالقبول والعدالة التامة والضبط، ومن الصّحابة من كانوا مكثرين في الرواية لشغلهم بالحديث النّبويّ من أمثال أبي هريرة وعبدالله بن عمرو وبن عبّاس وغيرهم ومنهم من كان في صحبة طويلة مع النّبي صلّى الله عليه وسلّم لكنَّ من بعدهم من المحدّثين لم ينقلوا عنهم كثيراً من الأحاديث ، من هؤلاء صحابيّ جليل سنتعرف عليه فيما يأتي وهو الصّحابي سعد بن أبي وقّاص.
نبذه عن الصّحابي
هو الصّحابي الجليل أبو إسحاق سعد بن أبي وقّاص، اسمه مالك بن عبد مناف، من مواليد مكّة المكرّمة سنة 23 قبل الهجرة النّبويّة، من المهاجرين للمدينة المنورة والمشاركين في كل أحداث الإسلام مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، من السابقين للإسلام وحسب روايات المؤرخين كان ثالث من أسلم، وكان من المنافحين عن الإسلام والنّبي صلّى الله عليه وسلّم، توفي بالعقيق سنة خمس وخمسين للهجرة ودفن في البقيع.
روايته للحديث النبوي
لقد كان للصّحابي سعد بن أبي وقّاص عدد من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رواها له أكثر جماعة الحديث من أهل السُّنن، روى من طريقة الإمام محمدّ بن إسماعيل البخاريّ والإمام مسلم ما يقارب 15 حديثاً ، وله أيضاً في مسند الإمام أحمد بن أحمد أكثر من 170 حديثاً.
روى الصّحابي سعد بن أبي وقّاص الحديث عن الّنبي صلّى الله عليه وسلّم، وروى عنه الحديث كثيراً من الصّحابة والتابعين منهم :عبدالله بن عمر بن الخطّاب وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصدّيق وعبدالله بن عبّاس وروى عنه أبناؤه ، ومن جاء بعدهم مثل: الأحنف بن قيس ومجاهد وعروة بن الزبير وغيرهم.
من الحديث بفضل سعد
من الحديث النّبويّ الشريف بفضل الصّحابي الجليل سعد بن أبي وقّاص ما رواه الإمام مسلم من طريق عائشة بنت أبي بكر الصدّيق قالت:(( أرِقَ النّبي صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة فقال : ( ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة) قالت عائشة: وسمعنا صوت السّلاح فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من هذا)، قال سعد بن أبي وقّاص: يارسول الله جئت أحرسك، قالت عائشة : فنام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى سمعت غطيطه)). رقم الحديث2410 مسلم.