اقرأ في هذا المقال
اسمهُ ونسبهُ
هو: الإمام المحدِّث سفيان بن عيينه بن أبي عمران، إمام زمانهِ في الحديث، اشتهر بالزهد والورع، ومن أقرب علماء الحديث قرباً بالصحابة رضوان الله عليهم.
ولادتهُ ونشأتهُ العلمية
ولد الإمام سفيان بن عيينة سنة 127 للهجرة، الموافق للميلاد سنة 725م، في الكوفة، ونشأ مُحبّاً للعلم والعلماء ومجالسهم،فطلب العلم صغيراً، وسمع من كبار علماء الحديث النبويّ، والتقى بكثير من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم،والتقى بالإمام مالك بن أنس بمكّة والمدينة، فأثنى الإمام مالك على عِلمهِ رحمه الله تعالى.
انتقل الإمام سفيان بن عيينة الى مكّة المكرمة وعاش فيها، حيث إنّهُ لمكّة مكانتها منزلتها بالحج والعمرة والشعائر والعلماء، وبالقرب من مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان عالمُنا حريصاً على الالتقاء بمن يأتوا لأداء فريضة الحج، وجلس إلى الكثير من العلماء في مجالسهم، من أمثال : الزهري، وعمرو ابن دينار، وكان لوالد سفيان بن عيينة الأثر الكبير في تعلّم الحديث، وساعدهُ على حفظ كتاب الله تعالى وهو ابن سبع سنين، وتعلّم القرآن الكريم عند الإمام عبدالله بن كثير الداريّ، الّذي يعتبر من أصحاب القراءات القرآنية السبعة.
شيوخهُ وتلاميذهُ
تلقّى الإمام سفيان بن عيينة العلم على يد كثير من العلماء، من أمثال: شعبة بن الحجاج، وسليمان الأعمش، والزهري، وسفيان الثوري، وتلقّى على يديهِ الكثير من طَلبة العلم من أمثال : الإمام أحمد بن حنبل، ومحمّد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجّاج، ومحمّد بن إدريس الشافعيّ، ويحيى بن معين ، وأكثرهم نهلوا العلم عن سفيان بن عيينة رحمه الله، لا سيّما علم الحديث، كما روى عنهُ شيوخهُ من الحديث، وسمعوا منهُ.
كتبهُ ومؤلفاتهُ
لم يصل عن عالمنا أيَّ شيءٍ من مؤلفاتهِ وكُتبهِ، لكن ورد عنهُ كثيراً من منشوراتهِ في التفسير، وبالرغم من نُدرة ما ورد عنهُ ، فإنَّ عالمنا سفيان بن عيينة كان من أكابر علماء الحديث وأشهرهم، فقد كان من أفضل إسناد أهل الحديث .
وفاتهُ رحمهُ الله تعالى
لعالمنا الجليل سفيان بن عيينة قِصّةٌ قبل موتهِ رحمهُ الله تعالى، حيث قيل إنّهُ وقف على جبل عرفات في مكّة، وكان حاجّاً، وأخبر من معهُ مقسماً أنّه وقف على جبل عرفة حاجّاً سبعين مرةً، وكان في كلِّ مرَّةٍ يطلب من الله أن يبقيهِ؛ ليقفَ عليهِ مرَّةً أخرى، إلّا أنهُ في عامهِ ذاك استحيى أن يطلب ذلك من الله، فلم يحجّ بعد ذلك، ومات قبل موسم الحج التالي، وكانت وفاتهُ رحمهُ الله سنة 198 للهجرة النبوية الشريفة، الموافق للميلاد سنة 814 م