صلاة العشاء

اقرأ في هذا المقال


صلاة العشاء، وهي الصَّلاة الخامسة والأخيرة في اليوم وهي صلاةٌ جهريَّة عدد ركعاتها أربع ركعات.

أول وقت صلاة العشاء

يدخل وقت صلاة العشاء بمغيب الشَّفق الأحمر .
والدليل من الإجماع : عند ابن المنذر أنَّه قال:” أجمع أهل العلم إلَّا من شذّ عنهم على أنّ أول وقت صلاة العشاء الآخرة إذا غاب الشَّفق ” .
قال ابن عبد البر: وأجمعوا على أنّ وقت العشاء الآخرة للمقيم مغيب الشَّفق ” .

المراد بالشفق

المرادُ بالشَّفق هو الذي يدخلُ به وقت صلاة العشاء : وهو الشَّفق الأحمر وثبت هذا عند المذاهب الأربعة .
والأدلة على ذلك من السَّنة :
أولاً: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنّه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن وقت الصلوات، فقال:( وقت صلاة الفجر مالم يطلعُ قرن الشّمس الأَوّل، ووقت صلاة الظُّهر إذا زالت الشّمس عن بطن السّماء مالم يحضر العصر، ووقتُ صلاة العصر مالم تصفرُّ الشّمسُ، ويسقطُ قرنها الأول، ووقت صلاة المغرب إذا غابت الشّمس، مالم يسقط الشَّفق، ووقت صلاة العشاءِ إلى نصف الليل ) ” رواه مسلم ” .

ثانياً: عن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتاه سائلٌ يسأله عن مواقيت الصّلاة، فلم يردّ عليه شيئاً، قال: فأقام الفجر حين انشقّ الفجرُ،….ثمَّ أمره فأقام العشاء حين غاب الشَّفقٌ،……
ثمَّ أخّر المغرب حتى كان عند سقوط الشَّفقِ، ثمَّ أخّر العشاء حتى كان ثُلثُ الليل الأوّل، ثمَّ أصبح فدعا السائل،
فقال: (الوقتُ بين هذين) ” رواه مسلم ” .
أيضاً: أنّ المعروف أنّ الشفق حُمرةُ، وذلك مشهورٌ في شِعرهم ونثرهم .
أيضاً: إنّ البياض لا يغيب إلَّا عند ثُلث الليل الأوّل، وهو الذي حدّ عليه الرسول عليه الصلاة والسلام، خروج أكثر الوقت به، فصحّ يقيناً أنّ وقتها داخل قبل ثُلث الليل الأوّل بيقين، فقد ثبت بالنَّص أنّه داخل قبل مغيب الشّفق الذي هو البياضُ، فتبين بذلك يقيناً أنَّ الوقت قد دخل بالشَّفق،” الذي هو الحُمرة “.

الأفضل في وقت صلاة العشاء

تأخير صلاة العشاءِ أفضلُ إذا لم يشقّ على الناس، وهو مذهب الحنفيَّة، والحنابلة، وقول مالك، وقول الشَّافعي .
والأدلَّة من السنَّة:
عن أبي المنهال سيار بن سلامة قال : دخلت أنا وأبي على أبي برزة الأسلمي فقال له أبي : حدّثنا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي المكتوبة ؟
فقال : كان يصلي الهجير التي تدعونَها الأولى حين تُدحض الشَّمس ، ويُصلِّي العصر ثمَّ يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشَّمس حيَّة، ونسيت ما قال في المغرب، وكان يستحبُّ أن يؤخِّر من العشاء التي تدعونها العتمة وكان يكره النَّوم قبلها والحديث بعدها، وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرَّجل جليسه، ويقرأ بالستين إلى المئة .


شارك المقالة: