عبادة الملائكة لربهم

اقرأ في هذا المقال


الملائكة مخلوقات مطبوعة على عبادة الله تعالى وطاعته، ومن أهم مميزاتهم عدم قدرتهم على معصية الخالق، وفعلهم لما فيه طاعة لله تعالى فقط، ولم يكلفهم الله تعالى كما كلف البشر؛ لأنّهم مخلوقات تختلف عن بني آدم ولا شهوة لهم في الدنيا، لكن الله تعالى كلفهم بتكاليف خاصة تتمثل في أعلى أنواع العبادة والعبودية، وسنتحدث عن عبادة الملائكة لله تعالى في هذا المقال بإذن الله تعالى.

مكانة الملائكة:

الملائكة عباد مكرمون، ولهم صفات العبودية، يقومون بكل ما يأمرهم الله تعالى، وينفذون تعاليمه، مع عدم تجاوزها أو مخالفتها. والملائكة عباد الله الوجلون الذين يخافون خالقهم ويعبدونه تمام العبادة، لا يعترضون ولا يقترحون، بل هم مخلوقات عاملة بأمر خالقها.

قال تعالى: “وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ* لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ”سورة الأنبياء 26 – 29.

نماذج من عبادة الملائكة وطاعتهم لله تعالى:

تسبيح الملائكة:

يذكر الملائكة خالقهم ويذكرونه بأعظم الذكر، ألا وهو التسبيح، ويسبح الملائكة لربهم تسبيحاً دائماً في اليل والنهار دون توقف، قال تعالى: “يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ” سورة الأنبياء 20.

ويفخر الملائكة بتسبيحهم لله تعالى فهم المسبحون في الحقيقة؛ لأنّ التسبيح هو أفضل ما يُذكر به الله تعالى، فروى أبو ذر أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ سُئل: “أي الذكر أفضل؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده” رواه مسلم.

صلاة الملائكة:

خلق الله تعالى الملائكة وأمرهم بالعبادة، وهم عباد طائعون يؤدون عبادة الله تعالى بكل تعاليمها، ومنه الصلاة، فالملائكة يؤدون الصلاة، وأمر رسول الله _عليه الصلاة والسلام_ في بعض النصوص النبوية، بالاقتداء بالملائكة في اصطفافهم للصلاة. ويركع الملائكة ويسجدون في قيامهم للصلاة.

حج الملائكة:

جعل الله تعالى كعبة في السماء السابعة، يحج إليها عباده المكرمون، وهم الملائكة، وأخبر عنها الله تعالى في كتابه العزيز، وذكرها باسم البيت المعمور، فقال تعالى: “وَالْبَيْتِ الْمَعْمُور”سورة الطور 4.

خوف الملائكة من الله:

يكون خوف الملائكة من خالقهم، وخشيتهم العظيمة له، بسبب معرفتهم الكبيرة به، وقد بيّنت الكثير من النصوص الشرعية شدة خوف الملائكة من الله تعالى، وكثرة تعظيمهم له، التي جاءت من علمهم به وبقدرته عز وجل، قال تعالى: وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ” سورة الأنبياء 28.


شارك المقالة: