اقرأ في هذا المقال
- المصطلحات التي تتعلق بعلم علامات الساعة
- تعريف أشراط الساعة
- تعريف أمارات الساعة
- تعريف الآيات
- ما معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تقوم الساعة
- العلامات الصغرى والكبرى
المصطلحات التي تتعلق بعلم علامات الساعة:
من المعلوم أن هناك عدة مصطلحات متعلقة بعلم العلامات، يحسن بدراس هذا العلم أن يكون على معرفةِ المراد بها، ولعل أهم هذه الاصطلاحات هي: الأشراط، الأماراتِ، الآيات، لا تقوم الساعة. وسنتعرفُ على تعريف كل واحدةٍ منها.
تعريف أشراط الساعة:
هي الكلمة القرآنية المعبرة عن علم العلامات، وتعريف أشراط الساعة اللغوي هو ما يلي:
1- الأصل اللغوي: هي بفتح الراء، والجمع أشراط، والاشتراط العلامة العلامة التي يجعلها الناس بينهم.
2- المراد بالأشراط: يتضح من الأصل اللغوي أن أشراط الساعة هي العلامات التي تعرف بها، ويرى البعض أن المراد بالأشراطِ، الإرهاصات والمقدمات الدالة على قرب الساعة، والبعض الآخر يرى أن كلمة الأشراط جاءت في علامات الساعة للتعبير عن صغار الأمور التي تحصل قبل العظائم والتي تدل على قرب الساعة وعلى المعنى الأخير يكون تعبير الأشراط يراد به علامات الصغرى لقرب قيام الساعة، أو العلامات البعيدة نسبياً، لذا عبر القرآن عن العلامات التي بدأت ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم بالأشراطِ، وهي بعيدة نسبياً عن الساعة.
تعريف أمارات الساعة:
جاء ذكر الأمارات في بعض الأحاديث منها حديث جبريل الذي عبر عنه مرةً بالأمارات ومرة بالأشراطِ. والأصل اللغوي للأمارةِ يكون بفتح الهمزة من الأمر وهو العلم الصغير من أعلام المفاوز الصحاري من الحجارة، أي ما يضعه عابروا الصحاري من حجارة في طرقهم كعلامات في وسط الصحراء يستدلون بها، والأمارة العلامة أو الوقت المحدد.
والمعنى الاصطلاحي لأماراتِ: هي أنه يتضح من الأصل اللغوي للأمارة أنها تدلُ على علامة الشيء، أو وقتهُ المحدد له وفي أصلها اللغوي إشارةً إلى أن استخدام كلمة الأمارة للدلالة على العلامات الصغرى، وليس العلامات الكبرى، وذلك أشبه بتلك العلامات الصغرى التي يضعها المسافرون في الصحاري للاسترشاد بها، وتكون عبارة عن بعض الحجارة الصغيرة.
تعريف الآيات:
لقد جاء ذكر كلمة الآيات للدلالة على علامات مخصوصة، منها حديث العلامات الكبرى العشر. والأصل في المعنى اللغوي لكلمة آية وهي الدليل والعلامة على صدق وقوع الشيء، أو هي الأمر العجيب المفضي للاعتبار.
والمراد بالآيات اصطلاحاً هي: من تتبع استخدام النبي عليه الصلاة لكلمة الآيات في علامات الساعة يلحظ أنه استخدمها فقط مع العلامات الكبرى للساعة، كالعلاماتِ العشر التي عبّر عنها بأنها الآيات العشر، وكأن هذه الكلمة تدلُ على الأمور العظام الحاصلة قبل وقوع الساعة، وهي بذلك مغايرة لمَعنى الأشراط والأمَارات في الدلالة، وهذا يتضح من أصلها اللغوي؛ لأنها ثلاثة أمور: العلامة والدليل والشيء العِجاب، أيّ أن الآيات تعتبر دلائل حتمية مؤكدة لقرب الساعة، وهي مغايرة لغيرها من العلامات بأنها تتضمن أموراً عجاب غير معهود وقوع مثلها؛ لذا كان استخدامها في الأمور العظام الجلية التي لا يختلف فيها اثنان إذا وقعت، والعجيبة في وصفها لما تتضمنهُ من أشياء غير معهودة.
ما معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تقوم الساعة:
يفهمُ البعض أحياناً أن قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تقوم الساعة، ويفيد أنه إذا وقع ما بعده من العلامات فإن الساعة ستقومُ مباشرة بعد ذلك، وهذا مفهوم خطأ لهذهِ العبارة، فقد حصلت كثير من العلامات التي صُدرت بهذه العبارة من قرون ولم تقم الساعة. ومُرادُ النبي عليه الصلاة والسلام من استخدام هذا الاصطلاح بيان أن هذه الأمور التي يُخبر عنها لا محالة واقعة في الحياة، ولا يتصور انقضاء الدنيا قبل وقوعها، فهذا هو غاية مراد النبي عليه الصلاة والسلام من طرحه لهذه العبارة، وليس كما يفهم البعض.
العلامات الصغرى والكبرى:
إن الذي يتتبع الأحاديث العلامات يجد أنه لم يتم التصريح بالتفريق أو التوصيف بأن هذه علامات صغرى، وتلك علامات كبرى، بل إن الملاحظ بأن هذه هذه العلامات بعمومها قد جاءت مرتبطة بقيام الساعة أو انتهاء الدنيا دون تحديد لكونها صغرى أم كبرى، إنما هذا التفريق كان من العلماء.
بالتالي يمكن القول بأن تعريفات علامات الساعة الكبرى والعلامات الصغرى لسا نبويين، وإنما هما حادثان على هذا العلم، ويأتي تساؤل هنا وهو: كيف فرق العلماء بين العلامات كما يتضح في كتب الفتن. ووفق ما ذكرنا فإننا نشير هنا إلى أن علامات الساعة يمكن وصفُ بعضها بأنه علامة صغيرة أو آيةً عظيمة وهي العلامة الكبرى، وأن هذه العلامات متداخلة فيما بينها؛ لكن دلالة الواقع تشير إلى أنّ أكثر العلامات الصغرى قد وقعت إلا بعض العلامات التي يمكن القول بأنها من إرهاصات الكبرى أو متداخلة معها”مثل حسر الفرات” إضافة إلى بعض العلامات المتعلقة بنهاية الرسالة في آخر الزمان والتي يترتب عليها الفناء الكامل.