يؤكد الدين الإسلامي على ضرورة العمل في سبيل الدعوة إلى الإيمان بالله تعالى، واتباع الأساليب والوسائل المتعددة في نشر الدعوة، رغم وجود الكثير من العوائق التي تحول دون ذلك، فقد يتعرض بعضهم للقتل والاضطهاد، ولا يقدر الآخرون على الوصول لبعض الأماكن والبلدان، لنشر الدعوة فيها، لكن الإسلام سهل على المسلمين الدعوة، حيث جعلها في أكثر من وسيلة، مثل نشر الكتب والمصورات، واستخدام وسائل إعلامية متطورة، ويتحقق ذلك ببذل المال والنفس، وما يتقنه اللسان من أساليب، في سبيل الدعوة إلى الله.
ما فائدة الاشتغال بالدعوة والكتب؟
المسلم في الإسلام مكلف في الدفاع عن دينه، والحفاظ عليه من دخول البدع والمعتقدات غير السليمة، وقد كلف الله تعالى كل مسلم بذلك قدر استطاعته، حيث دافع بعض المسلمين عن دينهم بما يتقنون من شعر، وحديث، بعيداً عن القتال والسيف.
ومنهم مَن كان له جهوداً في تأليف الكتب الإسلامية، التي تستمد ما فيها من القرآن الكريم والسنة النبوية، في أمور الدين الإسلامي، وتحتوي بعضها على موضوعات العقيدة الإسلامية التي تشكل أساس الدين الإسلامي، وما يتعلق بأحكام العبادات والمعاملات الإسلامية.
والهدف من تلك الكتب بيان أحكام الدين الإسلامي في كافة مجالاته، وعدم السماح لأهل البدع والأهواء من إدخال الضلالات، إلى محتوى الدين الإسلامي، وبيان تربية المسلمين وأخلاقهم وسلوكاتهم، ومنع تشويه صورة الدين الإسلامي وإيقاع الفتن مع أصحاب الديانات السماوية الأخرى.
لماذا الفتنة أشد من القتل؟
قال تعالى في كتابه العزيز: “وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ”سورة البقرة 191، جعل الله تعالى الفتنة أشد من القتل؛ لأن فتنة الإنسان عن دينه، التي يليها فساد عقيدته وأخلاقه، تعتبر من أنواع القتل المعنوي لروح الإنسان، حيث تقضي على سلامة عقله وتفكيره في أمور الدنيا والحياة، وهذا من أسوأ أنواع القتل، وأعظم من أن يُقتل جسد الإنسان.
كما أنّ الحياة الطيبة التي يبحث عنها الإنسان في حياته، هي ما يكمن بسلامة التفكير وصحة العقل، واستقامة الدين، التي تؤدي إلى سيادة الخلق الحسن على شخصيته وسلوكاته، وكل هذا يؤدي إلى التمسك بعقيدة صحيحة تقوم على أسس سليمة.
لذلك يتوجب على كل إنسان أن يبتعد عن المنافق الذي يفتن عليه دينه، ولا يواليه أو يمدحه؛ لأنه يكون بذلك قد تعدّى على حدود الله تعالى، وتسبب في تعطيل أحكام دينه، والابتعاد عن شريعة الله تعالى، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “لا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّداً فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ” سنن أبي داود.