اقرأ في هذا المقال
تعتبر كافة العلوم الشرعية من العلوم الفاضلة، التي تتعلق بالله والدين والوحي، ويعتبر علم التوحيد من أكثر هذه العلوم فضلاً، وله شرف التعلق بوحدانية الله عز وجل والتعرف إلى ذاته، أكثر من غيره من العلوم الشرعية، وذلك اعتمادًا على موضوعاته التي يدرسها، وحاجة الناس إليه كعلم يتعلق بدينهم ومعتقداتهم.
فضل علم التوحيد من جهة موضوعاته:
يتعلق علم التوحيد بذات الله تعالى وصفاته، وهو من أشرف العلوم وأهمها من ناحية الموضوعات التي يبحثها والمعلومات التي يقدمها، وهو علم موضوعه الله رب العالمين، ورسالات الرسل، ومصير الخلق بعد الدنيا، فمكانة العلم تكمن في مكانة المعلوم منه.
وعلم التوحيد هو مراد الخالق، الذي جاء به الوحي، من خلال كلام الله عز وجل الذي يتضمن عقيدة إسلامية صحيحة، كتلك الأحكام التي تتعلق بالمعتقدات الإيمانية، وتتضمن الإيمان بالله تعالى، وباقي أركان الإيمان الستة، ويأتي شرف هذا العلم؛ بسبب ما يحتويه من موضوعات شريفة المكانة والأهمية.
وأكّد النبي محمد _عليه الصلاة والسلام_ على شرف علم التوحيد، حين سُئل: أي العمل أفضل؟ قال: “إيمان بالله ورسوله” رواه البخاري.
فضل علم التوحيد من جهة الحاجة إليه:
علم التوحيد هو علم فرضه الله تعالى على كل مسلم عاقل بالغ، وأثنى على أهل التوحيد، وجعل لهم الأجر العظيم والثواب في الآخرة، فقال تعالى: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ” سورة محمد 19.
كما أنّ التوحيد هو العقيدة الحق التي أرسل الله عز وجل الرسل والأنبياء لأجله، وجعل الله سبحانه وتعالى علم التوحيد حق على جميع العباد، فهو ملة أبي الأنبياء، التي أمر الناس باتباعها.
وجعل الله تعالى الإيمان بالله وتوحيده، من أهم شروط قبول العمل في الدنيا، والانتفاع به في الآخرة، ويخسر العبد أعماله الصالحة في الحياة الدنيا، وتتوقف سعادة الفرد في حياته الدنيا، على اعتقاده لعلم التوحيد، والعقيدة السليمة، فهو بحاجة إلى هذا العلم، للوصول إلى الطمأنينة والاستقرار النفسي والذهني في الدنيا، من خلال التعرف على ذات الله عز وجل، والإيمان بـأسمائه وصفاته، إيماناً صادقاً راسخاً في القلب.
فضل علم التوحيد على الموحد:
علم التوحيد هو العلم الذي يسهل على الفرد القيام بالأعمال التي تجلب له الخير في الدنيا والآخرة، وتعينه على ترك المعاصي والمنكرات، ويكون ذلك إخلاص النية لله تعالى في الإيمان واعتقاد التوحيد.
ويحبب الله تعالى الإيمان في قلب الموحّد، ويُزينه له، ويُريه قباحة الكفر والعصيان، فيتلقى المسلم أمر الله تعالى وقدره في الدنيا بنفس مطمئنة، ورضا من القلب، مسلّماً ذلك لله سبحانه وتعالى.
ويتكفل الله جل وعلا النصر والفوز لأهل التوحيد في الدنيا، ويمنحهم الشرف والهداية والتيسير، ويصلح أحوالهم وأقوالهم وأفعالهم. ويبعد عنهم ما في الدنيا من شرور ومصائب، ويكرمهم بحياة طيبة مطمئنة.