اقرأ في هذا المقال
تعليم القرآن الكريم من الأمور الأساسية التي يجب على الأهل مراعاتها والحفاظ على أن يتعلموا أبناءهم السنن في هذا الكتاب المقدس وأن يتدبروا آياته؛ لأن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله وتعهد لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه محفوظ من التحريف أو التغيير. ولقد عانى الرسول الكريم وأصحابه كثيراً في الحفاظ على آيات القرآن الكريم.
قصة الجد وحفيده علي في حفظ القرآن الكريم
كان هناك رجلٌ عجوز يسكن مع حفيده علي في مزرعة كبيرة، وكان هذا الجد في كل صباح ينهض من نومه، ليعمل في تلك المزرعة الكبيرة وكان علي يُحب جده كثيراً ويرغب دائماً في أن يقلد جده.
كان الجد قبل أن يبدأ بعمله يبدأ يومه بتلاوة آيات من القرآن الكريم ويستبشر خيراً، وفي يوم من الأيام جاء علي وقال لجده: يا جدي إنني أحاول كثيراً أن أحفظ آيات من القرآن الكريم لكني أحفظ وعندما أنوي أن أعيد قراءة ما حفظته غيباً أنسى ما قرأته.
وبالفعل عندما سمع الجد هذا الكلام من علي نظر حوله ووجد سلةً بالية حيث كان الجد يستخدمها لوضع الفحم بها، وطلب من حفيده الصغير أن يذهب للنهر ويملأها بالماء، وبالفعل ذهب علي للنهر وملأ السلة بالماء، لكنه ما إن وصل عند جده إذ بالماء نفذت من السلة، ضحك الجد من حفيده وقال لعلي: أريدك أن تذهب وتملأ السلة بالماء مرةً أخرى لكن عندما تعود يجب أن تعود مسرعاً لكي لا ينفذ الماء.
استجاب علي كعادته لرأي جده، وذهب وملأ السلة بالماء وركض مسرعاً عند جده لكن حدث مثل المرة الأولى نفذ الماء أيضاً، وطلب منه الجد مرة أخرى أن يفعل ما فعله لكن في هذ المرة يكون أسرع حتى يصل الماء في السلة للبيت.
قال له الجد: أعلم بأنك قد تعبت من ملأ السلة ووصولها فارغة، لكن يا بني أنظر للسلة من الخارج والداخل فالسلة قبل أن تضع فيها الماء كانت قذرة ووسخة من الفحم، لكن أنظر لها الآن تبدو نظيفة وجديدة، وهذا ما كنت أرغب أن أوصله لك يا علي.
يا علي في كل مرةٍ تقرأ فيها القرآن الكريم تصبح أكثر نشاطاً، وتكون على علم أكثر بتدبر آياته وتقرأه قراءة صحيحة؛ لذا عليك يا بني أن لا تستسلم وأن تحاول وتحول حتى تصبح من حفاظ القرآن الكريم.
قصة خالد وأمه والمحافظة على حفظ القرآن الكريم
كان هناك طفل صغير يدعى خالد، وكان الصبي خالد محبوب وطفل مؤدب وخلوق ومطيعٌ لوالده، كما أنه يستمع لكلام من هم أكبر منه سناً، وكان في نفس الوقت يحب اللعب مع أصدقائه.
كان خالد يحب الأناشيد الدينية الجميلة التي يغنيها بصوت جميل، لكن ما يفعله خالد أن أمه كانت تجلس معه دائماً وتحاول أن تحفظه بعض آيات القرآن الكريم ولكنه عندما يسمع أصدقاءه يذهبون للعب يترك والدته ويذهب مسرعاً للعب.
وفي يوم من الأيام وبينما كان خالد يجلس مع أصدقائه في المدرسة، دخلت المعلمة عليهم وقالت: لهم هناك مفاجئة لكم يا أبنائي، أريد منكم أن قرأوا لي بعض آيات القرآن الكريم والذي يفوز سوف يذهب معي للرحلة.
كلّ أصدقاء خالد قرأوا آيات من القرآن الكريم إلا خالد لم يحفظ شيئاً ولم يسمع شيء، مما أغضب معلمته التي كانت ترى في خالد طالب مثالي قال لها خالد سوف أحفظ يا معلمتي، قالت له المعلمة لن تذهب معي في الرحلة يا خالد يجب أن تحفظ حتى تذهب معنا في الرحلة.
رجع خالد للبيت حزيناً، وسألته والدته ما بالك يا خالد أراك حزيناً وتحدث خالد عما جرى معه، قالت له أمه لا عليك يا خالد سوف نقرأ أنا وإياك وسوف أحفظك يا بني بعض آيات القرآن، وسوف تسجل المعلمة اسمك يا بني لأني أعرف بأنك ولدٌ مجتهد.
فرح خالد بكلام والدته وتشجيعها له، وبالفعل حفظ خالد مع والدته آيات من القرآن الكريم وقالت له أمه سوف تذهب عند الشيخ الذي في المسجد ليحفظك ويساعدك في الحفظ أيضاً، وبالفعل حفظ خالد وذهب يقرأ للمعلمة ما حفظ من آيات القرآن ويرتل بصوته الجميل، لكن المعلمة قالت أنهم لن يذهبوا في رحلة ثانية في وقت قريب، لأنها قد أخذتهم في المرة الأولى ووعدته برحلة أخرى تشجيعاً له في وقت لاحق.
حزن خالد مما قالته المعلمة، وعندما عاد للبيت سألته أمه مرة أخرى ما بالك حزين يا ولدي؟ أجاب خالد عما حدث معه وما قالته المعلمة، ردت والدته وقالت له: يا بتي نحن لا نحفظ من أجل الذهاب في الرحلات أو من أجل الأغراض الدنيوية، يا بني نحن نحفظ من أجل إرضاء الله عز وجل، فالقرآن الكريم ينير لنا الطريق ويعيننا لنكون على ثقة بحفظ السنن والأحكام الموجودة في كتاب الله، وهكذا واظب خالد على قراءة القرآن الكريموحفظه في كل أوقاته.