قصص دينية للأطفال عن التسامح

اقرأ في هذا المقال


التسامح يعتبر من الصفات والأخلاق الحميدة التي حثنا عليها ديننا الحنيف، ولا شك في أن نغرس هذه الصفات الحميدة بين أطفالنا ونقلها لأبنائنا، وليس هناك أفضل من خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي تميز بالتسامح.

قصة الخادم والسيد في التسامح

كان هناك رجل لديه خادم في قريةٍ صغيرة، وكان يُعرف عن هذا الرجل بأنه سريع الغضب، وفي يوم من الأيام سمع هذا الرجل صوت الأذان وهلل وكبر بعد الأذان، ثم طلب من خادمه أن يحضر له الماء لكي يتوضأ بينما كان الرجل ينتظر من الخادم أن يجلب له الماء فإذا بالخادم  أسقط بعض الماء الساخن عليه وحرقته.

نهض السيد غضباناً وأراد أن يعاقب الخادم، فقال له الخادم: يا سيدي ليتك ترجع إلى قوله تعالى: “والكاظمين الغيظ”. فقال له السيد وقال: كظمتُ غيظي.

ثم قال الخادم: يقول الله تعالى: “والعافين عن الناس” فرد عليه السيد: اذهب لقد عفوت عنك.

فأكمل الخادم: “والله يحب المحسنين”. فرد عليه السيد لقد أعتقتك لوجه الله تعالى.

 قصة الصديقان في التسامح وأثرها على الأطفال

في يومٍ من الأيام كان صديقان يسيران في رحلةٍ طويلة عبر الصحراء وفي أثناء المسير تجادلا حول موضوعٍ ما، وجاء أحد هؤلاء الأصدقاء وصفع صديقه على وجهه فتألم كثيراً من الألم والحزن؛ لأن صديقه قد صفعه فما كان من هذا الرجل إلا أن جاء وكتب على الرمال اليوم: صفعني أعزّ أصدقائي على وجهي.

بعد ذلك سار الصديقان وأكملا رحلتهما معاً حتى وصلا إلى واحةٍ وعندها قررا الصديقان أن يغسلا أجسادهم من العرق والأوساخ التي علقت بهما من المسير في الصحراء، وفي هذه الأثناء هبت الرياح وقفذف به في الرمال المتحركة.

وأخذت الرمال تغرق جسده شيئاً فشيئاً لكن صديقه الذي صفعه قرر أن لا يتركه وحيداً، وبقي متمسك به حتى ينقذه من الموت وبالفعل أنقذه وأخرجه من الرمال.

وعندما خرج الرجل من الرمال حفر على الصخر عبارة: اليوم أعز أصدقائي أنقذني من الموت، فتعجب الصديق منه! وسأله: لماذا عندما صفعتك في الصحراء كتبت على الرمال أعزّ أصدقائي صفعني؟ وعندما أنقذتك من الرمال حفرت على الصخر اليوم أعز أصدقائي أنقذني من الموت؟

فأجابه صديقه: عندما يؤذيني شخصاً ما أحبه كثيراً يجب أن يكتب الألم على الرمال لكي يتطاير الألم مع الريح.

بينما عندما يصنع أحدهم المعروف لنا، نحفره بالصخر حتى لا تستطيع الرمال مسحه ويبقى خالداً، أعجب الصديق بفكرة صديقه الذي حفر على الصخر، وترافقا في الطريق حيت وصلا نهاية سفرهما وهما متسامحان ومحبان لبعضهما.

 قصة أحمد وعدي في ضرب أروع الأمثلة في التسامح

أحمد طالب مهذب ومن المجتهدين في المدرسة بين أصدقائه ومعلماته من ناحية أخلاقية ومن ناحية علاقاته في المدرسة، كان جميع أصدقائه يحبونه عدا طالب واحد يدعى عدي فقد كان عدي بعكس أحمد من ناحية الأخلاق ومن ناحية العلاقات الطيبة في المدرسة فقد كان عدي دائماً يَسبّ أحمد ويشتمه.

في يوم من الأيام جاءت المعلمة وكرمت أحمد لاجتهاده وأخلاقه الحميدة وأعطته وساماً، فرح أحمد بالوسام وكذلك أصدقائه فرحوا له بهذا الوسام، لكن عدي ملأ الحقد والكراهية قلبه وحاول أن يأخذ الوسام  مراراً حتى نجح في أخذه منه.

في اليوم التالي جاء أحمد للمدرسة ولم يكن الوسام معه، ثم سألته المعلمة أين الوسام يا أحمد؟ لكن أحمد التزم الصمت ولم يجيب المعلمة، وبقي عدي كما هو يضايق أحمد ويشتمه ويضربه إذا استطاعذلك.

في أحد الأيام استفقد أحمد لعدي فقد غاب عن المدرسة اليوم الأول، واليوم الثاني، والثالث، أخيراً قرر أحمد أن يزور عدي في بيته ويرى لماذا هو غائب عن المدرسة.

بالفعل ذهب أحمد وطرق الباب وردت والدة عدي واستقبلت أحمد وأدخلته إلى غرفة عدي. دخل أحمد إلى باب غرفة عدي، لكن عدي بداً يخبئ ملامح وجهه خجلاً من أفعاله التي كان يمارسها مع أحمد. فقال له أحمد سوف أشرح لك كل الدروس التي فاتتك، وإذا استصعبت شيئاً عليك أن تخبرني وسوف أساعدك.

شكر عدي أحمد وقال له إنني أعتذر عن كل ما بدر مني من إساءة لك، فأنت أفضل مني بكثير يا أحمد، وهكذا فإن أحمد ضرب أروع الأمثلة في فضل التسامح.


شارك المقالة: