الحلم والصفح هما خلقان حث عليهما الإسلام لتتحلى بهما الأمة وهذه الصفات من الأخلاق التي تربت عليها الأمم الإسلامية، ولا يمكن لأمة أن تحيا دون أن تتحلى بأخلاق الرسول الكريم فقد تأذى عليه أفضل الصلاة والسلام كثيراً في حياته ومع ذلك فقد كان خلقه العفو والحلم والصفح عمن أساء اليه.
قصة دينية للأطفال عن الحلم والصفح
عمار طالب في الصف السادس وهو من الطلاب المجتهدين في المدرسة، لكن وضعهم المادي كان ليس بوضع صديقه علي الذي كان يشتري كل ما يتمناه.
في يوم من الأيام وبينما كان عمار عائد من المدرسة قرر أن يشتري في طريق عودته بمصروفه دفتر ليحل عليه واجباته اليومية، رآه علي من بعيد ونادى عليه وسأله إلى أين أنت اهب؟
قال عمار: سأذهب لأشتري دفتر لأحل عليه الواجب.
في تلك الفترة حاول علي أن يستفز عمار بكلامه علمت الآن لماذا لم تأكل في الصف بمصروفك؟
وأضاف علي؛ لأنك لا تأخذ من والدك إلا المصروف القليل وأخذ يستهزأ بعمار أمام أصدقائه، شعر عمار بالحزن والغضب لما فعل علي.
في تلك الفترة حاول أحد أصدقاء عمار أن يضرب علي بالقلم لما صدر منه من تصرفات، وقال له ابتعد وإلا لن يحدث ما تتمناه، علي يضحك ولم يكترث بما قاله صديق عمار، وقال هيا تعال إن استطعت وأصبح الموقف أصعب.
خرج صديق عمار وعلي خارج المكتبة وبدأ كل منهم يسب الآخر أما عمار والذي تربى على الأخلاق الدينية لم يرد بأي كلمة سوى أنه أخذ يهدأ صديقه.
في تلك الأثناء أخذ علي يهدد صديق عمار ويتوعده بأنه لن يسكت وسوف يرد الصاع بالصاعين كما يقولون.
عاد عمار للبيت وتناول وجبته ثم ذهب ليحل الواجب على الدفتر الذي اشتراه من مصروفه، وقرر أن يكون موضوع الإنشاء له عن موضوع الحلم والصفح.
في اليوم التالي طلب الأستاذ من الطلاب أن يقرأ ما كتبوه وبالفعل جاء دور علي فقال لم أحضر الواجب وفي تلك الأثناء ما كان من صديق عمار إلا أن يضحك الأمر الذي أثار غضب علي، وأخذ يتهدد صديق عمار وسمع الأستاذ ما حصل.
جاء دور عمار ليقرأ ما كتبه أعجب الأستاذ بما سمع من عمار وفي تلك الأثناء فرح صديق أيضًا، في النهاية طلب الأستاذ من علي وصديق عمار أن يأتون ويخبرونه بما حدث.
بالفعل الأستاذ سأل عمار ما بالك لا تتحدث يا عمار؟
صديق عمار: أستاذي الفاضل لقد كان عمار يشتري دفتر في البارحة وأخذ علي يستهزأ منه ومن وضعه لأنه لا يحمل النقود، وأخذ يضحك من عمار وأنا لم أتحمل الموقف، ولولا عمار كان موجود لوصلنا إلى الضرب والقتال بعد أن سبّ كل منا الآخر.
الأستاذ: ما رأيك يا عمار بالموقف الذي حدث مع علي وصديقك؟
عمار: يجب عليهم أن لا يغضبوا من بعضهم على أمور تافهة كهذه، ويجب على كل واحد منهم أن يتحلى بالحلم ويصفح كل منهم عن الآخر، فهذا هو الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام قد تأذي كثيرًا ولكنه كان يتصف بالحلم والصفح ولم يؤذي أحدًا في حياته.
الأستاذ: أحسنت يا بني فقد كنت مثال الطالب المجتهد وذو أخلاق عالية وتستحق كل احترام وهكذا عليكم جميعاً يا أبنائي أن تتحلوا بالحلم ويصفح كل منكم عن الآخر.
عليك يا علي أن تعتذر من عمار وصديق فالفقر ليس بعيب المهم أن يكون الإنسان ذو أخلاق حميدة مثل عمار فأنت طالب مجتهد وذو أخلاق كريمة.
في تلك الأثناء قال عمار: أنا أسامح علي ولا أريد أن يحصل خلاف بين الأصدقاء بسببي يا أستاذ، خجل علي مما قاله عمار وقام واعتذر من الأستاذ وكذلك من صديقه عمار وصديق عمار وخرجوا جميعا وهم يضحكون.