الشجاعة تعتبر من الصفات الحميدة والتي تحلى بها الكثير من الصحابة، شجع الرسول صلى عليه وسلم على التحلي بالصفات الحميدة والكريمة ومنها الشجاعة.
قصة عمر وشجاعته في قول الصدق
في قرية صغيرة كان هناك طفلاً يدعى عمر وكان هذا الطفل يتصف بالصدق والشجاعة، ومن الصفات الجيدة في عمر أنه لا يحب الكذب مهما كان الموقف الذي يمر به.
وفي يومٍ من الأيام خرج عمر من البيت لشراء بعض الأغراض التي طلبتها أمه منه للبيت، وبالفعل خرج عمر للسوق، وفي الطريق وبينما كان عمر سائر بطريقه للسوق، كان أحدهم ينادي عليه من بعيد يا ولد يا ولد، وإذا بسيدة عجوز تنادي عليه فالتفت عمر للسيدة العجوز.
وسألها هل تنادين علي؟ أجابت العجوز نعم أناديك، خير إن شاء الله، سألته يا بني معك نقود أريد أن أشتري الطعام؟ قال لها معي ولكن أمي أوصتني أن أشتري لها بعض الأغراض المهمة للبيت.
قالت له لكن يا بني إنني جائعة وأريد الطعام، فكر عمر قليلاً ثم أخرج النقود من جيبه، وأعطاها القليل من المال وأبقى البعض الآخر لكي يشتري لوالدته بعض الذي طلبته منه.
فطلبت العجوز من عمر نقود أكثر حتى تتمكن من شراء الطعام لأبنائها الذين يتضرعون من الجوع، قال لها عمر لكن ماذا سأقول لأمي؟ قالت العجوز: إذا سألت امك قل لها بأنك قد اشتريت بهذه النقود طعاماً لأبنائي اليتامى وبالفعل لقد أعطاها بعض النقود وأبقى معه قطعة نقدية واحدة.
سار عمر في الطريق وهو يفكر وإذا بصوت طفل يبكي، سمعه عمر وقال له ما يبكيك أيها الصغير؟ فأجاب الصغير لقد اشتريت قطعة من الحلوى وسقطت مني وليس معي نقود أخرى لأشتري.
نظر عمر بعين الرأفة والحزن على الطفل ونظر للنقود التي بيده، ذهب واشترى للطفل قطعة حلوى أخرى، ففرح الصبي كثيراً بقطعة الحلوى.
رجع عمر للبيت، وكان متردد ماذا سيقول لأمه، ورآه صديقه كرم وسأله ما بالك يا عمر أراك حزيناً؟ تحدث عمر عما حصل معه فقال له كرم لا تخبر والدتك بما فعلت وقل لها أنك قد أضعت النقود.
لكن عمر قرر أن يخبر والدته الحقيقة ولا يكذب عليها، وبالفعل عندما دخل عمر البيت وسألته فأجاب الحقيقة وفرحت الأم كثيراً بتصرف ابنها وأنه قد فضل مصلحة المحتاجين والفقراء على مصلحتهم وحاجتهم.
فجأة طرق الباب وإذا بالسيدة العجوز تعطي عمر صندوق كبير، وعندما فتح عمر الصندوق وجد فيه الكثير من المجوهرات والأموال وقالت له العجوز: هذا جزاء فعلك الطيب يا بني، وأنها كانت فقط تختبره.