قصة دينية للأطفال عن العين والحسد

اقرأ في هذا المقال


الحسد والعين هما صفتان مذمومتان وتعتبران من الآفات الإنسانية وقد حرمت الشريعة الإسلامية هاتين الصفتين؛ وذلك لما لهما نتائج سيئة وأضرار عظيمة على الفرد والمجتمع بأكمله.

قصة أحمد عن العين والحسد

أحمد طالب مجتهد وهو من الطلاب الذين يتحلون بأخلاق حميدة، تجعله محبوب من قبل جميع الأساتذة والإدارة المدرسية، الجميع فخور بأحمد إلا أن هناك صديق وحيد لا يحب نجاح أحمد وهو مهند، مهند كان في البداية عنده غيرة بسبب محبة الأساتذة جميعهم لأحمد.

الغيرة عند مهند تحولت إلى حسد خاصة عندما أعلن مربي الصف أن يوم الإثنين سيكون يوم تكريم لأحمد من قبل الإدارة؛ لأنه مجتهد وذو أخلاق حميدة، لكن مهند لم يعجبه رأي المدرسة والإدارة في تكريم أحمد.

في ذلك الوقت خطط مهند بأن يتخلص من مدح الأساتذة لأحمد، وحاول بكل الطرق أن يكيد ويتحايل على أحمد ليكون من الطلاب الكسولين وغير المحبوبين في المدرسة، لكنه لم ينجح؛ لأن الأساتذة قد انتبهوا لهذا.

وفي يوم من الأيام نادى أستاذ التربية الإسلامية على مهند وأحمد وطلب منهم أن يحضروا درس التربية الإسلامية الذي سيكون عن العين والحسد وأثرهما في حياة الفرد، وذلك لكي يستفيد الطلبة من الدروس والعبر دون أن يجرح شعور الطالب مهند. الذي حاول مراراً أن ينقل صورة سيئة عن صديقه أحمد لأساتذته، وكان ذلك من باب الحسد؛ لأن الجميع يحب أحمد.

في ذلك الوقت دخل الأستاذ على الصف وبدأ بشرح درس الحسد والعين، وقد عرف معنى العين والحسد وأثرهما في تغيير حياة الأفراد ثم ذكر قصة عن العين والحسد، وجلس الجميع للسماع لتلك القصة.

وكانت تلك القصة تتحدث عن رجل في الزمن القديم، حيث كان هناك رجل لبق في الكلام وكان من المقربين من الخليفة، وكان هذا الرجل كل يوم يتقرب من الخليفة، والخليفة أعجب بتفكيره وعقله المدبر وقال الخليفة لذلك الرجل: تعال علي متى شئت، وبالفعل لقد أصبح ذلك الرجل يأتي للخليفة دون حتى أن يطرق الباب.

في تلك الأثناء كان الحسد والغيرة تأكل وزير الخليفة، فقد أصبح يحسد ذلك الرجل على علاقته بالخليفة، وخوفاً كذلك على منصبه أن يأخذه منه.

وفي يوم من الأيام قرر ذلك الوزير أن يكيد للرجل فقرر أن يستضيفه في بيته ويقدم له الوليمة مما اضطر ذلك الرجل أن يوافق على دعوة الوزير.

الوزير قدم وليمة الطعام وأمر زوجته من إكثار الثوم في الوجبة وكان الطعام مليء بالثوم، والرجل قال للوزير: لقد أكلنا الكثير من الثوم ويجب علينا أن لا نقترب من الخليفة؛ لأن الثوم رائحته كريهة والخليفة يتأذى من تلك الرائحة لذا يجب علينا أن لا نقترب منه.

الوزير الحاسد خطط ونفذ في ذلك الوقت وذهب إلى الخليفة وقال له: أيها الخليفة إن الرجل الذي كان يزورك كل يوم قد ذهب للناس وقال لهم: بأن رائحة فمك كريهة جداً؛ وأنها أهلكته لذا يجب على الناس أن لا يقتربوا منك.

الخليفة بدوره أمر جنوده أن يحضروا ذلك الرجل له، وبالتالي جاء الرجل المسكين؛ ولأنه أكل الكثير من الثوم فقد دخل على الخليفة وهو يضع كمامة على فمه خوفاً من أن يشتم الخليفة رائحة فمه، الأمر الذي جعل الخليفة يصدق الكلام الذي قاله الوزير له عن ذلك الرجل.

قال الخليفة للرجل: عليك بأخذ هذا الكتاب إلى أحد جنودي وأن تقول له نفذ ما في الكتاب في حال تسليمك إياه، الرجل بدوره ذهب ونيته حسنة وقد أمر الخليفة في الكتاب من الجندي الذي سيسلمه “أنه في حال تسلمه الكتاب يجب أن يقطع رأس حامله”.

بالفعل ذهب الرجل وقبل أن يصل ذلك الجندي لينفذ الأمر، وجد ذلك الوزير وسأله الوزير إلى أين تذهب؟

قال الرجل: أريد أن أسلم هذا الكتاب للجندي.

قال الوزير: بينه وبين نفسه أنه يجب هو أن يأخذ الكتاب واحتال للمرة الثانية على الرجل المسكين وقال له: ما رأيك بأن آخذ الكتاب أنا وأخفف عنك المشفقة والتعب.

قال الرجل: شكرا لك أيها الوزير فقد أعنتني على تسليم ذلك الكتاب.

الوزير كان يضن أن الكتاب فيه مبلغ من المال أو مكافئة له المهم في الموضوع أن ذلك الوزير وصل للجندي المقصود، وعندما قرأ الجندي ما في الكتاب نفذ ما فيه وقطع رأس ذلك الوزير.

وعاد الرجل للبلدة وقد رحمه الله من كيد ذلك الوزير الحسود، وهكذا فإن الخليفة قد عرف بمكيدة الوزير وعلم أن الرجل بريء مما نسب إليه وأن الغيرة والحسد لدخول ذلك الرجل الى الخليفة ومحبة ذلك الخليفة للرجل قد جعلت من الوزير ظالماً وحسوداً. وكأن حال ذلك الخليفة يقول من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.

وهكذا يا طلابي الأعزاء أن نتمنى الخير لكل الناس ولا عيب بأن يتمنى أحدنا أن يصبح كأصدقائه المجتهدين، لكن يجب علينا الحذر من أن تصلنا الغيرة للحسد التي تدمر شخصية الإنسان وتقضي عليه. مثلما حدث مع وزير الخليفة.

في ذلك الوقت شعر مهند بالخجل من نفسه؛ لأنه كان سيفعل ما فعله الوزير بالرجل المسكين وتمنى من الله أن يسامحه ويصبح مجتهد مثل أحمد دون حسد.


شارك المقالة: