قصة دينية للأطفال عن الليونة مع كبار السن

اقرأ في هذا المقال


الليونة وتعني معاملة كبار السن معاملة حسنة بحيث لا يؤذي من حوله وقد ذكرت كثير من القصص في معاملة كبار السن والإحسان في معاملتهم، فالشريعة الإسلامية قد أوصت بمعاملتهم برقة ولين، قال تعالى: “إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍ ولا تهرهما وقل لهما قولا كريما”.

قصة دينية للأطفال عن معاملة كبار السن معاملة حسنة

في يوم من الأيام وبينما كان أبا خالد يركب في الحافلة ينظر إلى الناس كيف يتزاحمون للصعود إلى تلك الحافلة خاصة وإنّ الجو ماطرًا، لم يهتم الناس بأي حافلة سيركبون ولكن كان همهم الأول هو أن يختبئوا  عن المطر الشديد وكذلك الجو قارص البرودة.

أبو خالد كان يجلس ويراقب الناس وهم يتزاحمون للركوب بأية حافلة، لم يكن الناس يهمون بأية حافلة سيركبون، المهم عندهم هو أن يحتمون من البرد والمطر.

في تلك اللحظة سارت تلك الحافلة حتى وصلت تحت المظلة، لقد كان هناك الكثير من الناس ينتظرون تحت المظلة وكان من بينهم رجل كبير في السن.

الرجل العجوز كغيره من الناس الذين يجلسون تحت المظلة تزاحموا ليصعدوا في الحافلة، وبالفعل صعد ذلك الرجل العجوز إلى المركبة ووجد جميع المقاعد مليئة وأكثرهم من الشباب الذين يستطيعون الوقوف ليس كالرجل العجوز الذي لا يتحمل.

الغريب في الأمر أن الشباب لم يشعروا بذلك الرجل العجوز الذي تعبت رجليه من الوقوف طيلة الطريق، لم يقف أحد منهم من الشباب الجالسين في المقعد ليُجلس الرجل المسن لعدم تحمله لأن يقف طوال الطريق في الحافلة.

في ذلك الوقت حزن أبا خالد على ذلك الرجل العجوز من البداية حزنا شديداً وسخط على جميع من يجلسون على مقاعد الحافلة.

بقي أبا خالد في مكانه ثم سار عند الرجل العجوز وسلم عليه وأمسك به ليجلس مكانه وطلب الرجل العجوز من أبا خالد أن يمسك به؛ لأنه لا يستطيع أن يسير على رجليه وحده، ورافق أبا خالد ذلك الرجل العجوز الى المقعد، فرح الرجل العجوز من معاملة الشاب أبا خالد اللينة له وكذلك ما قدمه من عناية ورعاية الأمر الذي جعل الرجل العجوز ويرفع يديه ويدعو لأبا خالد بطول العمر.

لقد قال أبا خالد للرجل المسن : يا جدي، ما أفعله ما هو الا واجبي تجاهك وتجاه من هم بعمرك فأنت مثل والد أبي وهذا الموقف الذي أنت فيه لا يستطيع أحد الا وأن يقوم بنفس الموقف الذي وقفته أنا.

وأضاف أبا خالد هذا أصلاً من تعاليم ديننا الحنيف ولا داعي للتفكر بهذه التصرفات التي تصرفها الشباب الآخرون؛ لأن هذا التصرف دليل على عدم معرفتهم بالأصول والعادات والأصول الإسلامية.

لقد ظلّ أبا خالد واقفاً على رجليه طوال الطريق دون تذمر حتى وصلت الحافلة إلى المكان الذي سينزل به ذلك الرجل العجوز، وأوقف الحافلة وودع الرجل العجوز بحرارة كما قدم الرجل العجوز لأبا خالد الشكر ودعا له وأثنى عليه.


شارك المقالة: