قصة دينية للأطفال عن عقوق الوالدين

اقرأ في هذا المقال


إنّ عقوق الوالدين يعني كل فعل أو قول يتأذى به الوالدين من أولادهم، ومن أمثلة ذلك علو الصوت أي أن يصرخ الولد على أبيه أو أمه، كما أنه من أمثلة ذلك أيضاً هجرهما أو لا سمح الله ضربهما.

قصة خالد عن عقوق الوالدين

في عائلة متوسطة العدد مكونة من الأب والأم والأخ الأكبر وهو خالد والأصغر منه وعمره خمسة وعشرون عاماً ويدعى طارق والأخت الأصغر في العائلة وعمرها خمسة عشر عاماً.

أما عن صفات هذه العائلة، فالأب يتميز بمخافة الله والأم كذلك من النساء الملتزمات بالشرع الإسلامي وهي ربة بيت فاضلة، أما خالد فهو الولد الأكبر في هذه العائلة والذي تميز بجشعه وطمعه وحبه للمال أكثر من أي شيء.

أما طارق وهو الأخ الأصغر من خالد قد عُرف بهدوئه وحنانه على العائلة بأكملها وهو يعتبر من الذين يعملون من أجل إرضاء الوالدين وكذلك المخلص لعمله مع والده.

والأب بدوره وكونه شخص يخاف الله كان دائماً يقسّم العمل بين أبنائه بالتساوي دون أن يشعر أحدهم بحب والدهم لأحدهم دون غيره، فكان الإبن الصغير مطيع ويرضى بما يأمره والده له دون معصية وبدقة دون أخطاء، أما خالد الأبن الكبير فقد كان دائم التذمر ويشعر بأنه الأبن الأكبر ويجب على والده أن يجعل من نصيبه القسم الأكبر من العمل.

في يومٍ من الأيام وبينما كان هناك مشروع طلب الوالد من ابنه طارق أن يقوم بالعمل، لكن خالد لم يقبل بهذا القرار، فقد غضب غضبًا شديدًا حيث لم يقبل بقرار والده بإعطاء هذا المشروع لأخيه الأصغر مما أضطره في يوم أن يدخل على والده في المكتب وكان معه ابنه طارق والغضب يملأ وجهه وعيونه.

ودون أن يسلم على والده وأخيه، سأل والده: لماذا أعطيت طارق العمل بهذا المشروع وأنا أحق منه لأقوم بهذا العمل؟

الوالد من ناحيته حاول أن يوصل فكرته لخالد بأن طارق صغير ويجب أن يشجعه للعمل، وعليه أن يشجع أخاه ليجد بعد ذلك من يسانده في الحياة، لكن خالد لم يستوعب ما تكلم به أباه ولم يستوعب فكرته.

ولقد تناقش الأبناء أمام أباهم وكان صوت خالد يعلو دون أن يكترث برأي والده، لكن كلما حاول الأب أن يوصل الفكرة لخالد يعود خالد ويضج بالصوت العالي، وفجأة ودون سابق إنذار تعب الوالد وحاول أن يلفت انتباه خالد بأنه يشعر بالتعب، لكن خالد لم يأبه لذلك وخرج خالد من المكتب وهو يصرخ أنا لا أريد ذلك أبي يظلمني!

الأب تعب كثيراً مما اضطر طارق لأن ينادي بصوت عالي أبي أبي، وبالفعل سقط الوالد مطروحاً على الأرض ونادى طارق على مدير مكتب أبيه مما اضطر المدير أن يطلب سيارة الإسعاف ليسعفوا أبا خالد.

في المستشفى بقي أبا خالد في العناية المركزة وقد لحقت به زوجته وابته وكان في حال ولا أسوأ أما طارق فقد كان يتماسك ليبقى إلى جانب والده ويظهر عليه الحزن والخوف على والده، أما خالد الذي كان يتظاهر بحزنه على والده وكان يبدوا وكأنه يمثل ذلك الحزن المليء بالجشع والطمع.

وما هي إلا ساعات وخرج الطبيب الذي أسعف الأب فركض الجميع نحوه ليسألوه عن والدهم، لكن الصدمة أن خرج الطبيب وقال: “إنا لله وإنا إليه لراجعون، البقاء لكم” رحم الله أبا خالد.

بدا الحزن على طارق ووالدته وأخته وعلى وجوهم، وخالد بقي يمثّل بأنه حزين على والده، وذهب الجميع لدفن الوالد في قبره وعادوا بعد ذلك للبيت لتلقي العزاء، لكن خالد قرر أن يبقى عند قبر والده.

بعد انتهاء العزاء فقد الجميع خالد فذهبوا لقبر والدهم، وعندها وجدوا خالد وبيده الأوراق التي تثبت ملكية الأب والأختام التي بيده التي تثبت أن خالد كان ينوي أن يتنازل الوالد عن أملاكه لخالد، وهذا يعني سرقة حقوق أخوته وأمه لكنه توفي قبل أن يحقق مراده.

إن خالد في هذا العمل قد خسر رضا والده ومات وهو لم يكن راضٍ عنه، والأم التي وجدت الطمع قد غضبت أيضاً على ولدها وكذلك الأخوة الذين لم يصدقوا ما فعله أخاهم ولم ينفعه طمعه في شيء.

قصة دينية للأطفال عن عقوق الوالدين

كانت هناك عائلة مكونة من الأم والأبن والولد يتيم، وكانت الأم هي من تقوم بتربية الإبن وتهتم بتعليمه، في ذلك الحي كانت هناك فتاة يرغب ذلك الإبن بالزواج منها، وبعد أن أكمل دراسته قد حاولت الأم أن تساعده لتجمع ابنها بتلك الفتاة، لكن دون جدوى فالفتاة من عائلة فقيرة وأرادت زوجاً غنيًا ليخرجها من ذلك الفقر والحي الذي تسكنه.

ساعدت الأم ابنها ليسافر إلى خارج البلاد والعمل في دولة أجنبية؛ وذلك ليتمكن من تحسين وضعه المادي، بالفعل سافر ذلك الشاب وعمل الكثير من الأعمال ليصبح وضعه المادي أكثر مما يتخيل.

عاد ذلك الشاب ليخطب تلك الفتاة وبمساعدة والدته وافقت الفتاة على الشاب؛ لأن وضعه المادي قد تحسن وأصبح من الرجال الأغنياء، لقد تزوجا وخرجا من الحي، والزوجة كانت الفرحة تملأ قلبها وعقلها؛ لأن البيت الجديد كان أكبر بكثير مما حلمت به.

ذهبت الأم مع الأبن والزوجة وكانت الزوجة دائمًا تحاول أن تُحدِث المشاكل مع والدته، لكن الأم كانت صابرة من أجل ابنها.

كانت تقوم الأم بالعمل دون أن تشتكي، لكن فجأة وبينما كانت تعمل سقطت أرضاً وأصيبت بكسر كبير، وعندما جاء الأبن أخذها للمستشفى حيث طلب الإسعاف لها وحملوها للمستشفى.

عندما رآها الطبيب طلب من ابنها أن لا تتعب نفسها، وعليها أن ترتاح في الفراش لمدة خمسة أشهر، بقيت الزوجة في اليوم الأول تتحمل واليوم الثاني وهكذا حتى لم يمضِ أسبوع والأم بالفراش حتى بدأت تتذمر الزوجة، مما جعل الزوج يحضر ممرضة كي تعتني بوالدته.

لكن ذلك لم يعجب تلك الزوجة المتغطرسة وطلبت منه أن يرسل والدته إلى دار المسنين ليعتنوا بها وعليه أن يختار إما زوجته وإما والدته، ولقد نجحت تلك الزوجة بذلك فهي تعلم بأنه لا يستغني عنها.

مرت أيام وشهور ولم يسأل الأبن عن أمه، مرض الولد وخسر عمله ولم يعد غنيًا، فقد أصبح فقيراً مما اضطر الزوجة لأن تترك زوجها، تعافى ذلك الإبن من مرضه وذهب ليرى والدته لكنه لم يجدها ووجد دار المسنين مغلقة، فما كان منه إلا أن ذهب لبيتهم القديم في الحي القديم.

علم الشاب من الجيران أن والدته قد توفيت مما جعل الإبن يندم على ما فعل بوالدته وتذكر عندما حملتها سيارة الإسعاف وأخذتها للمستشفى، كما تذكر الأيام التي أجبرته زوجته على إخراج أمه من البيت لدار المسنين.

قرر في تلك الفترة أن يذهب لبلد أخرى للعمل وقرر أن يكون عمله صدقة جارية عن روح والدته وطلب من الله أن يغفر له.


شارك المقالة: