اقرأ في هذا المقال
- صلاة الملائكة على النبيّ عليه الصلاة والسلام
- معنى الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام
- الصلاة على غير النبيّ عليه الصلاة والسلام
- من صفات الصلاة على النبيّ عليه الصلاة والسلام
وأفضل هيئات الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ماعلم به أصحابه ألا وهي :
(( اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمـد كمـا صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلـى آل محمـد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميد مجيد )) .
وهذا الأمر مشروع بالصلاة على رسول الله في جميع الأوقات، وأوجبه كثير من أهل العلم في الصلاة .
صلاة الملائكة على النبيّ عليه الصلاة والسلام
أخبرنا الله تعالى وملائكته يصلُّون علـى الـنَّبي عليه الصلاة والسلام، وهذا الخبر من االله حثٌّ لنا على الصلاة والسلام عليه؛ فاالله وكـلُّ ملائكته في السماوات والأرض يُصلِّون على النبيِّ عليـه الصـلاة والسلام، والملائكة عالمٌ غيبيٌّ من مخلوقات االله، ولا يحصيهم إلَّا االله عزَّ وجل، فالبيت المعمور في السَّماء السَّابعة يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملَك ثمَّ لا يعودون إليه، يعني يجيء ملائكةٌ غيرهم، فالملائكة لا يحصيهم إلَّا االله سبحانه وتعالى.
وفي الحديث عن أبي ذر الغفاري قال:
(( قال رسول االله :إنِّي أرى ما لا تـرَون، وأسمـع مـا لا تسمعون، إنَّ السّماء أطت، وحقَّ لها أن تئط، ما فيهـا موضـع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله، واالله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذَّذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصُّعدات تجأرون على االله )) .
معنى الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام
قال تعالى (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) الأحزاب: ٥٦ .
” صلوا عليه أي بمعنى : ادعوا له أن يُثنى عليه في الملأ الأعلى” .
“وسلِّموا تسليماً أي بمعنى: ادعوا االله سبحانه وتعالى أن يسـلِّمه تسليمًا تامًا في حياته من الآفات الجسديَّة والآفات المعنويَّة، وبعـد موته من الآفات المعنوية، بمعنى أن تسلِّم شريعته من أن يقضي عليها قاضٍ، أو ينسخها ناسخ، وكذلك الجسد؛ لأنَّه ربما يُعتدَى عليه بعد موته في قبره ” .
فقول المسلم: ((اللهم صلِّ وسلِّم على محمَّد)) يعني: سلَّمه من الآفات الجسدية حيّاً وميتًا، وسلَّمه أيضًا، وسلَّم شريعته من أن يطمسها أحدٌ، أو أن يعدو عليها أحد، وسلِّمه مـن كلِّ بلاء في حشره عليه الصلاة والسلام لأنَّ الأنبياء في الحشر كلٌّ يدعو: “اللهم سلِّم، اللهم سلِّم، اللهم سلِّم”.
الصلاة على غير النبيّ عليه الصلاة والسلام
اختلف العلماء فيما هل يجوز أن يُصلّى على غير النبي أو لا؟ .
يعني هل يجوز أن يقول الشخص اللهم صلّ على فلان أو غير ذلك أو مثلاً العالم الفلاني أو الشيخ الفلاني؟ أو مثلا يقول الشَّخص اللهم صلّ على أبي أو ماشابه ذلك؟ .
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه االله تعالى: “والصَّحيح أنَّ في ذلك تفصيلاً، فإنْ كان ذلك تابعًا للصَّـلاة على النبي فلا بأس، ولهذا قال الرَّسول حين سألوه: كيـف يُصلُّون عليه؟ قال: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلـى آل محمد ) .
قال عبد االله بن أبي أوفي: فأتيت بصدقتي، أو قـال: أتـاه أبي .. فقال :((اللهم صلِّ على آل أبي أوفى)) .
قال أيضاً هذا لا بأس به .
من صفات الصلاة على النبيّ عليه الصلاة والسلام
عن أبي مسعود البدري قال: أتانا رسول االله ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا االله تعالى أن نصلِّي عليك يا رسول االله، فكيف نصلي عليك؟ .
فسكت رسول االله حتى تمنَّينا أنَّه لم يسأله، ثم قال رسـول االله: (( قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمـد كمـا صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنـَّك حميـد مجيد، والسلام كما قد علمتم )) .
وفي حديث موسى بن طلحة عن أبيه قال: قلنا: يا رسول االله، كيف الصَّلاة عليك؟ .
قال: (( قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمـد كمـا صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّـك حميـد مجيد)) .
هذان الحديثان في بيان كيفيَّة الصلاة على النبي، وذلك أنَّ الصَّحابة رضوان االله عليهم سألوا النبيَّ كيف يُصلُّون عليه؟ لأنَّه علمهم كيف يُسلِّمون، والذي علَّمهم إياه هو قولـه: “السـلام عليك أيُّها النبي ورحمة االله وبركاته”، أمَّا الصَّلاة فعلَّمهم وقـال: “قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد” .
فقد أوضحنا معنى صلاة الله على العبد هو( ثنـاؤه عليه في الملأ الأعلى، والمراد بـ،آل محمد، هنا كلّ أتباعـه علـى دينه؛ فإنَّ آل الإنسان قد يُراد بهم أتباعه على دينه وقد يُـراد بهم قرابته، لكن في مقام الدٌُّعاء ينبغي أن يُراد بهم العموم؛ لأنَّه أشمـل، فالمراد بقوله: (وعلى آل محمد)، يعني: جميع أتباعه.
قال قائل: هل تأتي (الآل) بمعنى الأتباع؟ .
قلنا: نعم، قال االله تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّـاعَةُ أَدْخِلُـوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) “غافر46” .
قال العلماء: معناه، أدخلوا أتباعه أشدَّ العذاب، وهو أوَّلهم .
وقوله: (كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم) وهذا من باب التوسُّل بأفعال االله السَّابقة إلى أفعاله اللاحقة، يعني: كمـا مننت بالصَّلاة على إبراهيم وآله فامنن بالصَّلاة على محمد وآله، فالكاف من باب التعليل .
و(حميد مجيد) يعني: محمودٌ ممجَّـد، والمجدُ هـو: العظمـة والسُّلطان والعزَّة والقدرة وما إلى ذلك.
وقول( اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) .
وكذلك أيضاً التبريك، نقول: (اللهم بارك على محمد وعلى آل محمـد) أي: أنزل فيهم البركة، والبركة: هي الخير الكثير الواسع الثابت.
فهذه هي الصِّفة الفضلى للصَّلاة عليه الصَّلاة والسَّلام .