كيف تعوذ النبي عليه الصلاة والسلام من فتنة الدجال؟

اقرأ في هذا المقال


كيف تعوذ النبي عليه الصلاة والسلام من فتنة الدجال؟

عن عائشة رضي الله عنها: “أنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعو في الصلاة اللهم إنّي أعوذُ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدّجال وأعوذُ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات”. أخرجه البخاري.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يدعو أعوذُ بك من البُخل والكسل وأرذل العُمر وعذاب القبر وفتنة الدّجال وفتنة المحيا والممات” أخرجه البخاري.
عن مصعب كان سعدٌ يأمرُ بخمسٍ ويذكرهنّ عن النبي عليه الصلاة والسلام: “أنّهُ كان يأمرُ بهنّ اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجُبن وأعوذ بك أنّ أعوذ بك إنّ أُردّ إلى أرذل العُمر وأعوذ بك من فتنة الدّنيا يعني فتنة الدّجال وأعوذُ بك إنّ أردّ إلى أرذل العُمر وأعوذُ بك من فتنة الدّجال، وأعوذُ بك من عذاب القبر”. أخرجه البخاري.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إنّي أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شرّ فتنة المسيح الدّجال” أخرجه البخاري.
شرح بعض الأحاديث:
إنّ هذه الأحاديث برواياتها المتعددة تُشير إلى أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قد جعل لفتنةِ الدّجال نصيباً من استعاذتهِ، وفي هذا إشارة إلى عظم هذه الفتنة على وجه الخصوص، وفيه إشارة إلى أنّ الاستجارة بالله سبحانه وتعالى من العظائم قبل وقوعها سبب في دفعها أو التقليل من أثرها والمعلوم أنّ الدعاء يدفع البلاء أو يخفف منه.
ويُلاحظ من بعض الأحاديث أنها دلت على سنة نبوية من سنن الصلاة وهي الاستعادةِ من عظائم أربع ابتدأها النبي عليه الصلاة والسلام بالتدريج، وجعل أقربها من الإنسان فتنة المسيح الدّجال التي يمكن أنّ يعيش الإنسان في غمرتها فجأةً، واختيار النبي عليه الصلاة والسلام لذكر هذه الاستعادة في خاتمة الصلاة يتناسب مع خطر هذه العظائم الأربعة من ضمنها فتنة الدّجال، فالصلاةِ صلةً بين العبد وربه، والأصل فيها أنّ تكون سبب نجاة لصاحبها ممّا يستقبله من عظائم، فبدأ بالاستعادةِ بأعظم الأمور وبأبَعدها عن المؤمن وهي النار ثم تدرج في العظائم إلى أنّ انتهى إلى فتنة المسيح الدّجال، وفي ذلك دلالة واضحةً على أن النجاة من هذه الأمور الأربعة فوز وفلاح لصاحبها، وفيها أيضاً إشارةً إلى أنّ أعظم فتن الدنيا هي فتنة المسيح الدّجال، وإلا لو كان غيرها لذكره النبي عليه الصلاة والسلام.
عن عائشة رضي الله عنها أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام قال:” ما من شيءٍ كنتُ لم أرهُ إلا قد رأيتهُ في مقامي هذا حتى الجنة والنار ولقد أوحيّ إليّ أنكم تُفتنون في القبور مثل أو قريب من فتنة الدّجال”. أخرجه البخاري.
إنّ هذا الحديث فيه إشارة واضحةً إلى أنّ فتنة الدّجال لا تعدو كونها ممحصة أو محصّلة لما في القوب قبل أن تأتي، لذا الذي يسلم من الفتن قبلها سيسلم منها، والذي يقع فريسة للفتن قبلها لا محالة سيكون من أهل الوقوع بها؛ وهذا هو وجه مشابهتها لفتنة القبور، فمن المعلوم أنّ المؤمن إذا عرضت عليه فتنة القبر ينجو منها وإذا سئل أجاب بما فيه نجاته، أما المنافق أو المرتاب أو من لبسته الفتن في الدنيا، فيحرم من الإجابة. وبالتالي من لم تحصده فتنة الدّجال حصدتهُ فتنة المحيا والممات أو فتنةِ القبور، والعبرة بما كان عليه الإنسان قبل وقوع هذه الفتن.


شارك المقالة: