كيف يكون الوتر بإحدى عشرة ركعة؟

اقرأ في هذا المقال


الوتر بإحدى عشرة ركعة:

يُشرع للمسلم بأن يوتر بإحدى عشرة ركعة، ويُصليها المسلم على صفتين:

الأولى: وهو أن يُصلي مثنى مثنى عشر ركعات ثم بعد ذلك يوتر بواحدة.

الثاني: وهو أن يُصلي أربعاً أربعاً ثم يصلي ثلاثاً.

ويدلُ على ذلك ما يلي:

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن رضي الله عنه، أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاتهُ صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة: يُصلي أربعاً، فلا تسل عن حُسنهن وطولهن، ثُم يصلي أربعاً، فلا تسل عن حُسنهن وطولهن، ثم يُصلي ثلاثاً. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله! أتنام قبل أن توتر؟ فقال: “يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي”.

وفي روايةٍ أخرى: “كان يصلي ثلاث عشرة ركعة، يُصلي ثمان ركعات ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع، قام فركع، ثم يُصلي ركعتين بين النداء و الإقامة من الصبح”. أخرجه الشيخان.

وعن عائشة رضي الله قالت: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلي بالليل إحدى عشرة ركعة، يُوتر منها بواحدةٍ، فاذا فرغ منها؛ اضطجع على شقهِ الأيمن، حتى يأتيه المؤذن، فيُصلي ركعتين خفيفتين”. رواه البخاري.

وهناك رواية أيضاً وهي: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء “وهي التي يدعو الناس العتمة” إلى الفجر إحدى عشرة ركعة ؛ يسلم بين كل ركعتين ، ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبين له الفجر ، وجاءه المؤذن، قام  فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة”. أخرجه مسلم.

ويُقال أنه انتهت صلاة الليل والوتر إلى الإحدى عشرة ركعة. وهناك مسألة وهي: ما هو حكم الركعتين اللتين كان يصليهما الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الوتر جالساً؟ إن الجواب عن هذه المسألة أقول:

-قال صلى الله عليه وسلم: “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً “متفق عليه. وسبق أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بعد الوتر أحياناً وهو جالس.

وعليه، فإن فعله صلى الله عليه وسلم دلّ على أنّ قوله:” اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً”، إنما هو إرشاد إلى الأفضل، فيُباح للمسلم أن يصلي بعد الوتر، ولا حرج عليه في ذلك. ويؤكد هذا ما جاء عن ثوبان، قال: كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فقال: “إن هذا السفر جُهد وثقل، فإذا أوتر أحدكم، فليركع ركعتين، فإن استيقظ، و إلا كانتا له”. أخرجه الدارمي وابن خزيمة وابن حبان.

وهذا يدلُ على أن المقصود من الأمر بجعل آخر صلاة الليل وتراً أن لا يُهمل الإيتار بركعة، فلا ينافيه صلاة ركعتين بعده، كما ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام وأمره.

وقد بوب ابن خزيمة رحمه الله على حديث ثوبان هذا بقوله: “باب ذكر الدليل على أن الصلاة بعد الوتر مباحة لجميع من يريد الصلاة بعده، وأن الركعتين اللتين كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليهما بعد الوتر لم يكونا خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم دون أمته، إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالركعتين بعد الوتر أمر ندب وفضيلة لا أمر إيجاب وفريضة”.

ماذا يقرأ في الوتر؟

يشرع للمسلم أن يقرأ في الأولى من الوتر: “سبح اسم ربك الأعلى”

وفي الثانية: “قل يا أيها الكافرون” وفي الثالثة: “قل هو الله أحد”.

وأحياناً يقرأ في الثالثة مع “قل هو الله أحد”: المعوذتين.

والدليل على ذلك ما يلي:

عن أبي بن كعب: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعات، كان يقرأ في الأولى: “سبح اسم ربك الأعلى” ، وفي الثانية: “قل يا أيها الكافرون” وفي الثالثة : “قل هو الله أحد“، ويقنتُ قبل الركوع، فإذا فرغ، قال عند فراغه: “سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات، يطيل في آخرهن”. أخرجه النسائي.

عن ابن عباس، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث، يقرأ في الأولى: “سبح اسم ربك الأعلى”  وفي الثانية: “قل يا أيها الكافرون”، وفي الثالثة: “قل هو الله أحد” . أخرجه النسائي.

عن عبد العزيز بن جريج، قال: سألت عائشة رضي الله عنها، بأي شيء كان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت:” كان يقرأ في الأولى: “سبح اسم ربك الأعلى” وفي الثانية: “قل يا أيها الكافرون” وفي الثالثة: “قل هو الله أحد” والمعوذتين”. أخرجه الترمذي.

وممّا نعلمهُ أن هذه الأحاديث تشعر بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفصل بين الشفع والوتر، وهذا جاء صريحاً: عن ابن عمر، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفصل بين الشفع والوتر بتسليم يسمعناه”. أخرجه ابن حبان.

وليس معنى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يوتر بثلاثٍ موصولات، فقد جاء في روايةِ لحديث أبي بن كعب السابق بلفظ: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر: “سبح اسم ربك الأعلى”، وفي الركعة الثانية: “قل يا أيها الكافرون” وفي الثالثة: “قل هو الله أحد” ولا يُسلم إلا في آخرهن، ويقول: يعني بعد التسليم “سبحان الملك القدوس: ثلاثاً “. أخرجه النسائي.

وقد دلّ حديث أبي بن كعب على مشروعية أن يقول المسلم إذا فرغ من الوتر: “سبحان الملك القدوس” ثلاث مرات يطيل في آخرهن.


شارك المقالة: