ماذا ترتب على آدم وحواء عندما أكلا من الشجرة؟
قال تعالى في كتابه العزيز: “فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ” الأعراف:22. وقال تعالى أيضاً: “فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ” طه:121.
إن مجردِ أن تذوق آدم وهواء الشجرة بدت وظهرت العورة، لم يُكررا الأكل بل بمجرد أن ظهرت العورة عرفاً أنهما قد ارتكبا المعصية، لذلك عندما رأى كل منها عورة الآخر غلب عليه الحياء، فقاموا بالإسراعِ إلى أوراق شجرة من أشجار الجنة وبدءا في حياكة وخياطة مآزرٍ لهما من أجل ستر عَوراتهما التي انكشفت، فلم يرى آدم وحواء الآخر قبل المعصية فكلاهما كان مستور العورة عن الآخر.
ولقد ذهب العلماء في الستر الذي كان يستر سوءاتهما أقوال منها: ما روي عن وهب بن منبه عن عمرو عن أبيه قال: كان عليهما نور لا ترى سوءاتهما، وقيل كان ذلك الستر ظفراً طويلاً، حتى كانت تصل إلى قدميهما، وكانت هي التي تستر ثم زالت بالمعصية. وفي سفر التكوين كان انكشاف العورة بمجرد الأكل من الشجرة، فانفتحت أعينهما وعلماً أنهما عريانانِ.
أما ستر العورة عند أهل الكتاب كما جاء في تفاسير اليهود أن آدم وحواء كانا قبل السقطة يستران عِريهما بثوب عجيب إتحل بعد السقطة. يقول الشعراوي: لقد أتعب العلماء أنفسهم في كيف كانت عورتا آدم وحواء مستورتين عنهما، فالله سبحانه وتعالى كان يستر عورتَي آدم وحواء بما شاء من أنواع الستر، وسواء ستر الله سبحانه وتعالى عورتي آدم وحواء بثوب أو بأظافر أو بنور من عنده، فالمهم أن هذه العورات كانت مستورة عن أعينهما.
أما الورق الذي غطى به كل من آدم وحواء عورتهما بعدما انكشفت: “وطفقا يَخصِفانِ عليهما من ورق الجنة” فلم يحدد القرآن نوع الشجرة التي غطى بها آدم وحواء عوراتهما، لكن بعض علماء التفسير قالوا إنها ورق التين، معتمدين في ذلك على رواية سفر التكوين، فَخَاطا أوراق التين وصنعا لأنفُسهما مآزر، وقال قتادة: إنها ورقة الموز.
لقد قال ابن كثير رحمه الله بعد أن نقل روايات في تعيين الشجرة التي أكل منها آدم وحواء: قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله: والصواب في ذلك أن يقال إن الله عز وجل نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الجنة دون سائر أشجارها، فأكلا منها، ولا علم عندنا بأي شجرة كانت على التعيين، لأن الله لم يضع لعباده دليلاً على ذلك في القرآن والسنة الصحيحة.