ماذا يعني القتل بعد العفو وأخذ الدية في الشريعة الإسلامية؟

اقرأ في هذا المقال


القتل بعد العفو وأخذ الدية في الشريعة الإسلامية:

لقد حرم الإسلام القتل بعد العفو وأخذ الدية، ودل على ذلك الكتاب والسنة.
القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَىٰ بِالْأُنْثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ” البقرة:178. فوجه الدلالة هنا بقوله: ف”من اعتدى بعد ذلك فله عذابُ أليم” أي أن من قتل بعد أخذ الدية أو قبولها، فله عذابٌ من الله أليم وموجعٌ وشديد. فمن قُتل بعد العفو وأخذ الدية يجب عليه القصاص عند عامة الفقهاء.
أما من السنة: عن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: ” لا أعافي رجلاً قتل بعد أخذ الدية”. ووجه الدلالة: قال ابن كثير: يعني لا أقبل من الدية بل أقتله. إن القتل بعد العفو، وهي عبارة جريمة كبرى وخطيئة عظمى، لا يُقدم عليها إلا كل من قل حياؤه ودينه وهي مخالفة لتعاليم ديننا الحنيف، الذي يدعو إلى التسامح ونبذ الخلافات، وعدم الغدر حتى بالمشركين فكيف بالمسلمين، فإن الرجل إذا أخذ الدية وعفا عن الجاني؛ فإنه بالتالي قد أعطاه الأمان وقتلهُ بعد العفو فهذا نقضٌ للعهدِ وغدر، ولا تتسامح معه الشريعة الشريعة الإسلامية، فيتوجب محاسبة هذا القاتل.

تعريف العفو في العُرف القبلي:

تعريف العفو: إن تعريف العفو في العفو القبلي هو إسقاطٌ كاملٌ للحق المطلوب دون مقابل. ويقولون: الحق يُرضي النفوس، والعفو يُرضي الله.
حكمه: إن العفو في العرف مستحبٌ جداً، بل هو من المجتمع عليه بين الشريعة والعرف، ولا يُقدم عليه إلا أصحاب الهمم العالية، الذين يرجون الله والدار والأخرة، فمن ترك له من دم أخيه المقتول شيئاً أو عفا هو عن إصابته، فقد جعل القصاص قابلاً للسقوط وأعطى نوذجاً رفيعاً للمجتمع عنوانهُ التسامح والترفع عن الضغينة والأحقاد، فالعفو عند المقدرة من شيم الرجال كما هو معلوم. فالذي يجود بالعفو عبدٌ كرمت عليه نفسه وعلت همته وعظم حلمه وصبره؛ لأن العفو هو خلقٌ الأقوياء الذين إذا قدروا وأمكنهم الله ممّن أساء إليهم عفواً. إن للعفوِ ميزة فريدة وخاصة، إذ به تنفيذ العقوبة الخطيرة، ويتحقق منها الغرض بحفظ حق الحياة، ومنع الثأر ورفع الأحقاد والضغائن من نفوس العباد وزرع المودة والإخاء والتسامح ولين الجانب.


شارك المقالة: