سنن الحجّ والعمرة: هي شعائرٌ دينية، يقوم بها المسلم لزيارة بعض الأماكن المقدسةِ، كالكعبة الشريفة،
المدينة المنورة والمزدلفة ومِنى وجبل عرفات، وغيرهم من داخل المملكة العربية السعودية.
فالعُمرة: هي الحجّ الأصغر، أمّا الحجُّ الأكبر، فهو أحدُ أركان الإسلام الخمسة، التي فرضها الله تعالى على كل مسلم
عاقلٍ ومقتدرٍ بالمال والصحَّة ويستطيعُ تأدية مناسكها.
وهي كأيّ عبادة أخرى فرضها الله تعالى على عباده المسلمين.
هناك بعض السُّنن التي قدّ تكونُ اقتداءً برسولنا الحبيب، محمد عليه الصلاة والسلام، إليكم أهمُ السُّنن التي يؤديها الحاجّ
والمعتمر أثناء رحلتهِ إلى بيت الله تعالى.
سنن الحجّ:
- أنْ يُحرِم الرجل في إزار ورداء أبيضين، أمّا المرأةُ فلها أنْ تُحرم في أيّ لونٍ شاءت، والأفضّلُ لها غير البياض،فإن لم يجد الرجل الثياب البيض، فله أنّ يُحرِم في أيّ لونٍ وجد، فيلبسُ المُحرمُ النعلين فإنْ لم يجدُ
الإزارَ لَبس السراويل، وإن لم يجد النعال لبس الخُفّ أو الحذاء ولا يقطعهُ. - أنْ يغتسل لإحرامه، ولو كانت المرأةُ حائضاً أو نفساء.
- أنّ يُحرمَ عُقب صلاةٍ مكتوبةٍ، فإنْ لم يتمكن فعليه أنّ يُحرم عُقب ركعتين.
- أنْ يغتسل لدخول مكَّة، ويغتسلَ ليوم عرفة.
- في الطواف يستلمُ الركنين وهما: الحجرُ الأسودُ، الرُّكن اليماني إن تمكَّن من ذلك، وإنْ لم يتمكن فيشيرُ إليهما.
- يقولُ عند بداية كل شوط:”بسم الله والله أكبر”.
- عليه أنّ يدعو بين الركنين بدعاء وهو:”اللهم آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذاب النار”، وليحذر كُلَّ الحذر بكتب الأدعية، فعليه أنْ يشتغل بما تيسَّرَ له من ذكرِ الله والدعاء له ولإخوانه المسلمين.
- له أنْ يشترطُ عند إحرامه بأن يقول:”اللهم محلي حيثُ حبستني”، فإنْ حبسه حابسٌ تحلَّلَ من غيرِ هدي إحصار.
- أفضّلُ الحجّ العجّ والثجّ: فالعجّ هو رفع الصوت بالتلبية للرجال، والثجّ وهو كثرةُ الذبح.
- الإكثارُ من الذِّكر والأدعية والتصدُّقِ وتلاوة القرآن.
- أنْ يتضلَّع من ماء زمزمَ.
- أنّ يذهب ويلتقط الجمار، لجمرة العقبة الأولى فقط من مزدلفة.
- أنّ يُكثر من قول”لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له لهُ الملك ولهُ الحمد يحيي ويميتث وهو على كلِّ شيءٍ قدير
في يوم عرفة. - أنْ يدعوا بعد رمي الجمرة الصُّغرى والوسطى في أيام التشريق.
- هناك سنة تتعلَّق بهيئة الحج: وهي الإفراد، فالإفراد بالحج أفضل، إذا اعتمر في نفس العام عند الشافعية، ودليلهم ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها :“أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج”رواه مسلم.
- وهناك سُنن تتعلَّق بالسعي، وتُسنُ الموالاة بين السعي والطواف ونية السعي والسعي الشديد بين الميلين الأخضرين، كما تُسنُّ الموالاة بين أشواط السعي عند الجمهور، وهي شرط لصحَّة السَّعي عند المالكية.
ماحكم من ترك شيء من سنن الحجّ:
من تركَ سنَّةً من سُنن الحجّ فلا إثمَ عليه، ولا دمٌ عليه، ولكنَّه تركَ الشيء الأفضلُ والأكمل.
فالحجُّ المبرَّر: هو ما أكمل فيه الحاجّ الأركان، الواجبات، السُّنن، ولم يُخالطه إثمٌ في ذلك.
فقال الله تعالى:” الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ” البقرة:197.
2- عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أنَّ رَسُولَ الله? قَالَ:”العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ”. متفق عليه.
سنن العمرة:
- يعتبر الإضطباع هو أحد السُّنن الموجودة في العُمرة.
- هناك أيضاً الرمل أثناء الطواف، وهو ما يسمَّى بالإسراع في الأشواط الثلاثة الأولى أثناء الطواف
ما دام لم يؤذي أحداً أو نفسه، وشرط أن يكون الإسراع باعتدال. - الإسراعُ عند العلمينِ المتواجدُ بين جبلي الصّفا والمروة.
- تقبيل الحجر الأسود.
ماحكم من ترك سنن العمرة:
من ترك سنَّة من سنن العمرة فلا إثم عليه ولا دم، لكنّه ترك الأفضل والأكمل.
فقال الله تعالى:” وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ“البقرة:196.