خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لإعمار الأرض، وفرض عليه العبادات بهدف الفوز في الجنة في الآخرة وانتظام حياته في الدنيا، وهذا يعني أنّ كل واحدة من العبادات المفروضة على الإنسان في الدنيا، لها حِكَم وأهداف تصب في مصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة، أمّا حديثنا في هذا المقال فسيكون عن الحِكمة من فرض الزكاة.
الحكمة من فرض الزكاة:
- اعتبر الإسلام الزكاة من العبادات التي تدل على صدق إيمان الإنسان بالله تعالى، وحرصه على طلب رضاه.
- تعتبر الزكاة من أهم الأنظمة الاقتصادية التي لها أهمية كبيرة في حل مشكلة الفقروالبطالة في المجتمعات، حيث كانت معروفة قبل أن يجد البشر أيّ نظام مالي يهتم بهذا الموضوع، لدرجة أنّ العاملين على الزكاة في عصر الصحابة _رضي الله عنهم_ كانوا يبحثون عمّن يستحق أموال الزكاة، ولا يجدونهم بسبب استقرار الأوضاع الاقتصادية، الذي كان نتيجة توزيع أموال الزكاة في الفترات السابقة.
- فرض الله تعالى الزكاة على الأغنياء، لمساعدة المحتاجين وتلبية طلباتهم، والزكاة ضمان اجتماعي لمن يثبت عجزه عن العمل وكسب الرزق في المجتمع، وهي إحدى أهم أسباب التكافل والتعاون، وتوثيق العلاقات بين الأفراد ونشر روح المحبة والأُلفة بينهم.
- فرض الله تعالى الزكاة لاختبار المسلمين الموسرين، حيث أنعم الله تعالى عليهم بالمال والسعة في الرزق، وعليهم بأداء فريضة الزكاة لشكر الله تعالى على هذه النعمة.
- ومن حِكم الزكاة أنها فُرضت لإنقاذ المجتمعات من المشكلات التي تورث بسبب الفقر، مثل تفكك المجتمعات ونشر العداوات والبغضاء، بين الطبقات الغنية والطبقات الفقيرة في المجتمع، وإبعاد الأفراد عن سُبل الانحلال والفساد التي تنشأ بسبب الحاجة المادّية.
- تطهّر الزكاة نفس المسلم من الأمراض التي قد يُسببها المال، مثل البخل والشح، والأنانية، وذلك من خلال تطهير نفس المسلم الغني بإخراج مال الزكاة من ماله، لتعتاد نفسه على الطيبة والنقاء.
- تعتمد الزكاة على نقل حصة من مال الأغنياء للفقراء في المجتمع، وهذا يُعتبر طريق للتشجيع على العمل والسعي بجد ونشاط.
وبالتالي نجد أنّ الزكاة فُرضت على المسلمين، وتعود عليهم بالمنفعة في الدنيا والآخرة وتساعد في حل كثير من المشكلات الدنيوية التي عمل الكثير من الباحثين والمختصين على إيجاد حلول لها، فالله تعالى عليم بأحوال البشر وحكيم بما يفرضه عليهم في الدنيا لتسير حياتهم بما هو ملائم.
