ما حكم الصلاة على سجادة فيها الكعبة؟

اقرأ في هذا المقال


حكم الصلاة على سجادة فيها الكعبة:

الصلاة: وهي الدعاء بالخير ومنها قول الله تعالى: “وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم” التوبة: 103، أي: ادع لهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” إذا دعي أحدكم فليجب، فإن كان صائماً فليصلِّ، وإن كان مفطراً فليطعم”. رواه مسلم.

فقد شُرعت الصلاة في جميع الملل وفي كل زمان ومكانٍ وعلى أرضٍ طاهرة ويصحُ الصلاة فيها، فقال الله تعالى: “يا مَريَمُ اقنُتي لِرَبِّكِ وَاسجُدي وَاركَعي مَعَ الرّاكِعينَ” آل عمران: 43، ويدل على ذلك أيضاً من السنة ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه “في قصة سارة زوجة إبراهيم عليه السلام عندما قام إليه الملك ليتناولها بيده فقامت تتوضأ وتصلي”.

يصحُ للمسلم بأنّ يُصلي على سجادة الصلاة، ومن المشروع للمصلّي أن تكون سجادته خالية من النقوش لا يوجد عليها رسومٌ لا مسجد ولا ما يشبهُ ذلك، حتى لا تخرب عليه صلاتهُ، تكون سجادة ساذجة، ليس فيها شيء، هذا هو الذي ينبغي والأحوط للمؤمن، ولهذا لما صلّى أعلام بعدما سلم بعث بها إلى أبي جهمٍ وقال: إنّ أعلامها ألهتني عن صلاتي.

فالمُراد هو أن يتحرّى المؤمن يتحرى في صلاتهِ الملابس السليمة من شغلهِ، والسجادة السليمة، التي تكون بعيدةً عن اللهو والإشغال، وأن لا يكون فيها نقوش لكي لا تشغلهُ. ولا بأس بذلك وإن كان مكروها ؛ لأن تلك النقوش والصور قد تلفت الأنظار وتشوش على المصلي، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهتك الستر الذي أمامه؛ لأنّ تصاويره أي نقوشه عُرضت له في صلاته، وكذا خلع الخميصة التي ألهته عن الصلاة وأرسلها إلى أبي جهم.

لكن لا يُستحبُ للمصلي بأن يكون أمامه أو في سجادته شيءٌ من التصاوير ؛ لئلا ينشغل فيها. عن عائِشة أَنّ النبِي صلَّى اللَّه عليه وَسلم صَلَّى فِي خميصة لَها أَعلام فنظر إِلى أَعلامها نظرة فلمّا انصرف قال: “اذهبوا بِخَمِيصَتِي هذه إِلى أبي جهم وأتوني بِأَنبجانية أَبي جهم فإنّها أَلهتني آنفاً عن صلاتي وقال هشام بن عروة عن أَبيه عن عائشة قال النبيّ صلى الله عليه وسلم كنت أَنظر إِلى علمها وَأَنا في الصلاة فَأَخاف أَن تفتنني” رواه بخاري ومسلم.

ومعنى كلمة الخميصةِ هي عبارة عن ثوبٍ مخطط من حرير أو الصوف. والأعلامُ هي نقوش وزخاريف. أمّا الأنبجانبة، فهي كساءٌ غليظ لا يوجد عليه تطاريز أو نقوش.

فقد كُره أن يُصلي المسلم على هذا النوع من السجاجيدُ المُزينة والمزركشةِ، لكي لا يترتب من شغل المُصلي وإلهائه. لا من أجل ما ذكر من امتهان الأماكن المقدسة بوطئها فالذي يظهر أنّه لا امتهان في هذا، بل هذه السجاجيد يعتني بها أصحابها، ويجعلون موطئ أقدامهم الجزءَ الخالي من الصورة في بعض الأحيان.

لقد سأل البعض ابن عثيمين هل يجوز الصلاة على مثل هذه السجاجيد التي تحمل النقوش والزركشة.

لقد رد ابن عثيمين على على هذا الأمر بأنه لا ينبغي أن يوضع للإمام سجاد فيه تصاوير مساجد؛ لأنه ربما يُشوش عليه ويلفت نظره وتخلخلُ صلاتهُ، ولهذا لما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام، ونظر إلى أعلامها نظرة فلما أنصرف قال: ” اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وائتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي”. متفق عليه.

حكم الصلاة على الفرش التي تحوي البناء الإسلام أو حكمها إذا احتوت على أصلبة:

تُعتبر الجوامع هي بيوت الله تعالى، وبنيت لإقام الصلاة، ولتسبيح الله تعالى فيها بالغدو والآصال مع حضور القلب، والضراعة والخـشوع، وخشية الله. فالرسوم والزخارف في فرش المساجد وجدرانها ممّا يشغل القلب عن ذكر الله ويذهب بكثير من خشوع المصلين، ولذا كرهه كثير من السلف، لذا ينبغي للمسلمين أن يجنبوا مسجدهم تلك الظاهرة؛ وذلك للحفاظ على عبادتهم بإبعاد المشاغل عن الأماكن التي يتقربون فيها لله تعالى، راجيين من ذلك عظمة الأجر والثواب، لكن ما يتعلق بالصلاةِ عليها فهي صحيحة.

أمّا ما يتعلق بالصليب، فهو عبارة عن إشارة يضعونه في معابدهم ويقدسونهُ ويعتبرونه رمزاً لقصة كاذبة واعتقاد باطل، ألّا وهو صلب المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ، وقد أكذب الله تعالى اليهود والنصارى في ذلك. فقال سبحانه وتعالى: “وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم”.

فلا يصحُّ للمسلمين أن يفرشوه على سجادهم أو مساجدهم، ولا أن يبقوا عليه بل يجب أن يتخلصوا منهُ وأن يطمسوه وأن يقضوا على معالمه؛ وذلك بعداً عن المنكر وترفعاً عن مشابهة النصارى عموماً وفي مقدساتهم خاصة، ولا فرق بين ما إذا كان الخط العمودي في الصليب أطول من الأفقي وما إذا كان مثله، ولا بين ما إذا كان الجزء الأعلى من تقاطع الخطين أقصر أو مساوٍ للأسفل منه”.


شارك المقالة: