السعي بين الصفا والمروة في الحج

اقرأ في هذا المقال


يرجع بدءُ السعيّ بين الصفا والمروة إلى زمن النبي إبراهيم عليه السلام، حيث تُعتبر السيدة هاجر أول من سعى بين
الصفا والمروة، حينما كانت تلتمس الماء لابنها النبي إسماعيل، فكانت تصعد على جبلِ الصَّفا ثمَّ تنزل حتى تصل
جبل المروة، وقد كرَّرت ذلك سبعةُ أشواطٍ، حتى وجدت الماء عند موضع زمزم فشربت منه وأرضعت ولدها.

الصفا والمروة:

الصفا والمروة: إنَّ الصفا والمروة هما جبلان يقعان شرقي المسجد الحرام، ويعدَّان رمزان شهيران لشعيرة السَّعي.
كانت الصّفا والمروة عبارة عن أكمة وسط مكة، تحيط بها بيوت أهل مكة والتي منها دار الأرقم ودار السائب بن بن أبي السائب العائذي وغيرهما. وكان جبل الصفا متَّصلاً بجبل أبي قبيس، وجبل المروة متصلة بجبل قعيقعان.
فلمَّا جاءت التوسعة في المملكة العربية السعودية عام 1375 هجري، قطعت جبل الصَّفا عن أصله جبل أبي قبيس،
وأبقت على بعض الصخرات في نهايته علامة على موضع المشْعر، وكذلك فعلت بالنسبة لجبل المروة، ولكن لوجود مستويين للحرم في جهة المروة وأحدثوا مدخلان: مدخل أعلى للدور الأعلى وهو مساوٍ لارتفاع جبل المروة في
اتجاه الصاعد، والثاني مدخلٌ في الأسفل بقي لاتصال المروة بأصله وهو جبل قعيقعان، وقد نال حظَّه من التقطع والتكسير والاختزال من جانبه الشرقيِّ والغربيِّ وفي أعلاه.

ما سبب تسمية الصفا والمروة بهذا الاسم:

الصَّفا: هي جمع صفاة، والصَّفا والصفوان والصفواء كلُّه عبارة عن الحجر العريض الأملس، أو الصخرة الملساء القوية المختلطة بالحصى والرمل.

قال الأزهري”الصَّفا والمروة جبلان بين بطحاء مكة والمسجد”. وقال ابن الأثير”الصّفا أحد جبلي المسعى”.وجبل الصّفا هو الجبل الذي يبدأ منه السعي، ويقع في الجهة الجنوبية مائلاً إلى الشرق على بعد نحو 130 متر من الكعبة.كما أنَّ الصَّفا هي في الأصل مكان عالٍ في أصل جبل أبي قبيس جنوب المسجد الحرام. وذكر شمس الدين القرطبي وغيره سبباً آخر للتسمية فقال” أصل الصفا في اللغة الحجر الأملس وهو جبل بمكة معروف، وكذلك
المروة جبل أيضاً..وذكر الصَّفا لأنَّ آدم المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقف عليه فسمي به، ووقفت حواء على المروة فسميت باسم المروة فأنِّثت لذلك.


المروة: واحدها مرو، وهي حجارةٌ بيض، برّاقةٌ صِلاب، أو الصخرة القوية المتعرِّجة، وهو الأبيضُ الصلب
وهي: جبلُ مكة.
قال الفيروز آبادي:”المروة حجارةٌ بيضٌ براقة، وهو جبلٌ بمكة يذكر مع الصَّفا، وقد ذكرهما الله تعالى في كتابه الكريم.
وقال الحموي:”الصَّفا والمروة جبلان بين بطحاءِ مكَّة والمسجد الحرام.
وقال محمد الطاهر عاشور”في تفسيره التحرير والتنوير”: الصَّفا والمروة اسمٌ لجبلين صغيرين ، فأمّا
الصفا فرأس نهاية جبل أبي قبيس، وأمّا المروة، فرأس منتهى جبلُ قعيقعان، وسمي الصَّفا لأنّ حجارته من مأخوذة من الصَّفا وهو الحجر الأملس الصلب، وسُمي المروة مروةً لأنّ حجارتها مأخوذة من المرو، وهي الحجارة البيضاء اللينةُ التي توري النار.

السعي: وهو عبارة عن الفاصلة مابين الصفا والمروة ويؤتى به في الحج والعمرة؛ كل جولة يُطلق عليها “شوط”.
وهو من الواجبات، بل هو ركنٌ من أركان الحجّ والعمرة، ولو تركه عمداً بطل حجّه وعُمرته سواءً في ذلك، مع العلم بالحكم والجهل به وعليه الحج في العام القادم.

ماهي قصة السعي بين الصفا والمروة:

فريضة السَّعي تعتبرعبرةً واقتداءً بالسيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام، بعد أن تركها زوجها في صحراء قاحلة لا زرعٌ فيها ولا ما يشبه ذلك، تنفيذاً لأمر الله سبحانه وتعالى.
وبذلك بقيت هاجر مع ابنها إسماعيل  في صحراء قافرة قاحلةٌ لا زرع فيها ولا ماء ولا بشر ولا غير ذلك.
وبعد وقت قصير بدأ العطش يأخذ مأخذه من ابنها إسماعيل الذي صار يطلب الماء بإلحاح.
وفي حيرتها بدأت السيدة هاجر تسعى بين جبلي الصَّفا والمروة بكل ما أوتيت من طاقةٍ لعلها تجد ماء يروي عطش رضيعها.
وبعد أن فعلت ذلك سبع مرَّات وتمهَّلت عند رضيعها وبعد أن بذلت كل ما تستطيع من جهدها لتجد الماء، وإذا بها تجدُ الماء قد نبع عند رضيعها لتنفذ المشيئة الإلهية بإغاثتهما بعد أن بذلت جميع طاقتها وقواها، فهذا النبع ليس إلّا بئر زمزم.
وقد بقية هذه الشعيرة، وأصبحت جزءاً من أعمال الحج حيث كان العرب في الجاهلية يسعون بين الجبلين عندما يأتون للزيارة، وقد وضعوا عند كل جبل صنم اسم أحدهما “اُساف والآخر نائلة”، والذي يسعى لا بدَّ أن يلمس هذين الصنمين، وقد ذكروا في الروايات أنَّ هذين الصنمين كانا رجل وامرأة وقد زنيا فبدلهم الله إلى حجر.



شارك المقالة: