ما هو جزاء مانع الزكاة؟

اقرأ في هذا المقال


بعد أن أمرنا الله تعالى بالعبادات، وفرضها علينا، وعدنا بالثواب والأجر العظيم، لمن يلتزم بها ويُؤدّيها، والعقاب الشديد لمن يتركها ولا يلتزم بالقيام بها، وسنتعرّف هنا على جزاء مَن يمتنع عن تأدية فرض الزكاة في الآخرة، والعقوبات التي يستحقها في الدنيا، والإجراءات التي يُمكن اتخاذها لزجره.

جزاء مانع الزكاة:

يعتقد بعض الناس بأنهم يحفظون أموالهم، بمنع إخراج الزكاة الواجبة فيها، ويعتبر الإسلام بأنّ هذا الفعل داء قد ابتُلي به الإنسان الذي يقوم به، فهو لا يعلم بما سيتلقّاه من خسارة وضياع في الدنيا، وعذاب في الآخرة.

ووصف الإسلام مًن يمنع الزكاة من أمواله بالظالم لنفسه والبخيل عليها، وهذا عدا التهديد والوعيد الذي وعد الله تعالى به تارك الزكاة، فقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ” وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ” في سورة التوبة الآيتان 34،35.

والكنز المقصود في الآيات الكريمة هو عدم إخراج زكاة المال، وقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فيما رواه عنه الصحابي أبو ذر _رضي الله عنه_:” ما مِنْ صاحِبِ إِبلٍ ولا بقرٍ ولا غنمٍ لا يُؤدّي زكاتها إلّا جاءَتْ يومَ القيامةِ أعظمَ ما كانت وأسمَنَه تنطَحَهُ بقُرونِها وتَطَؤُه بأظلافِها كلّما نَفدت أُخراها عادَتْ عليهِ أُولاها حتّى يَقْضى بينَ النّاسِ”  صحيح بخاري.

كما شدّد الإسلام على أي مسلم يمنع الزكاة، وعمل لإيقافه عمّا يقوم به من مخالفة للواجبات الشرعية، حيث سمح لولي الأمر في المجتمع الإسلامي أن يتصدّى لمن يمتنع من الأغنياء، عن دفع واجب الزكاة في أمواله، ووضع العقوبات حتى يقوم كل مَن عليه زكاة بأداء ما يتوجّب عليه.

ومن التصريحات التي منحها الإسلام لولي الأمر، مصادرة نصف أموال الشخص الممتنع عن الزكاة بصورة السياسة الشرعية، وذلك بهدف الردع عن الامتناع لأداء واجب الزكاة في الأموال.

فالزكاة فرض من الفروض الواجبة في الإسلام، وعلى كل مسلم ملتزم بواجباته الشرعية، الالتزام بأدائها، وعدم الامتناع عنها، لما سيتلقاه الممتنع من عقاب في الدنيا والآخرة.


شارك المقالة: