ما هو حكم النوم عن صلاة الفجر؟

اقرأ في هذا المقال


حكم النوم عن صلاة الفجر:

إنّ أفضل ما يوصلُ به العبد إلى الله تعالى بعد الإيمان هو الصلاة، وقد فرض الله تعالى على عباده أداء الصلاة في أوقات محددة، ولا يجوز للمسلم أن يتعمد تأخيرها عن وقتها، قال الله تعالى: “فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” النساء:103. وتوعد الذين يضيعونها، ويؤخرونها عن وقتها بالعقاب، فقال تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يُلقون غياً” مريم:59.

فقال ابن عباس: أضاعوها، بمعنى أخروها عن موعدها. وعن أنس رضي الله عنه مرفوعاً قال: ثلاث من حافظ عليهن فهو وليّ حقاً، ومن أضاعهن فهو عدو حقاً: الصلاة، والصيام، والجنابة. وقال الزرقاني في شرح الموطأ: والمراد بكون المضيع عدو الله أنّه يعاقبه، ويذله، ويهينه، إن لم يدركه العفو، فإن ضيع ذلك جاحدًا، فهو كافر، فتكون العداوة على بابها.

إذا تعمد الإنسان النوم عن صلاة الفجر وأضاعها، فإنهُ يؤثمُ بذلك، ويستحق العقوبة من الله تعالى، إذا لم يعف عنه، وإذا كان المُصلّي يُحافظ على سائر الصلوات الأخرى ففي تلك الحالة قد جمع بين العمل الصالح والعمل السيء ويُكافئ على أعماله الصالحة، ويعاقب على أعمال السيئة، إن لم يتجاوز الله تعالى عنه؛ لقوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ – وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ” الزلزلة:7ـ 8.

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قصة حديث صفوان بن المعطل رضي الله عنه-، وفيه قوله للنبي صلى الله عليه وآلة وسلم: “فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لاَ نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ” وقال صلى الله عليه وآلة وسلم: “فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ”.. رواه أبو داود.

فيتوجبُ على كلّ مصلي مُلتزم أن يحافظ على جميع الصلوات ويؤديها في وقتها وأن يستعينُ على ذلك باتخاذ الأسباب، والوسائل المادية والمعنوية، وأهمها: تقوية الإيمان، والرغبة فيما عند الله تعالى من ثواب لمن أدّى الصلوات في أوقاتها، والرهبة ممّا أعد من عقاب لمن ضيعها، أو تكاسل عن أدائها في الوقت.

أمّا إن كان ذلك الشخص ممن يتغلب عليه النوم بعد اتخاذهم للأسباب التي تلزم للنهوض أمّا إذا كان ذلك من غلبه النوم بعد اتخاذ الأسباب اللازمة، فإنّه لا إثم عليه، ولا شيء غير أدائها عندما يستيقظ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نسي صلاة، أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها”. وقوله صلى الله عليه وسلم: “أما أنه ليس في النوم تفريط”. الحديثان رواهما مسلم.

وقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا” متفق عليه. ولقد عزمنا على الأمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب، إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار.

الأسباب التي تعين على صلاة الفجر:

1-يجب على المُسلم أن يحرص على النوم مبكراً، فقد كان عليه الصلاة والسلام وليس من المستحب أن ينام قبل صلاة العشاء والحديث بعدها إلّا ما فيه مصلحةٌ وخير.

2-يجب على المسلم أن يحرص على نفي عن نفسه صفة المنافقين، قال صلى الله عليه وسلم : “إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا” رواه البخاري ومسلم.

3- يجب على المسلم أن يحرص على الأدعية وأن يجمع كفيه وينفث فيهما وأن يقرأ المعوذات وأن ينام على طهارة وأن يُبيت النية من أجل النهوض لصلاة الفجر.

4- يجب على المُصلي أن يستعين بمن حوله سواء كان من أهله أو أقاربه أو والديه من أجل صلاة الفجر. فصلاة الفجر تُعمر القلوب بالإيمان وتملأها بالأعمال الصالحة، وتُبعده عن المعاصي.

5- على المُسلم المُصلّي أن يستشعر بفضل صلاة الفجر وما فيها الأجر والثواب، وأن من صلى الفجر حاضراً بقي في ذمة الله، فقال صلى الله عليه وسلم: “من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله” رواه مسلم.

وأنّ ما ذُكر أيضاً عن تارك صلاة الفجر مع الجماعة ومؤخرها عن وقتها، فسيلقى تاركها التوبيخ والزجر، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: “ذكِر عِند النبي صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زال نَائِماً حَتَّى أَصبَح، مَا قَامَ إِلَى الصلاة، فَقال: “ذَاك رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ” رواه البخاري ومسلم.

وقد وردت نصوص الوحي من القرآن والسنة في فضل الصلاة والترغيب إليها، وخاصة صلاة الفجر التي ورد الترغيب فيها، والترهيب من التخلف عنها؛ وذلك لما فيها  من أهمية  جليلة وما لأدائها في المسجد مع الجماعة من الفضل الكبير؛ فقال الله تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً” الإسراء:78.


شارك المقالة: