ما هو حكم عقوق الوالدين؟

اقرأ في هذا المقال


حكم عقوق الوالدين:

إنّ المعنى المُعاكس للعقوق هو البر، ولذلك فإنّ عقوق الوالدين عُرفت على أنّه هو عدم إطاعة الوالدين في حياتهم، وقطع علاقة الوالد بوالديه، كما أن العقوق تُعرف على أنّه كلُ عملٍ يؤذي الوالدين من أبنائهما، وما يتسبب لهما من آلامٍ وأحزان فلا يهتمان بهما ولا يراعانِ والديهما رعايةً جيدة ولا يوفران لهما كل ما يحتاجانه.

ولقد حذر الرسول عليه الصلاة والسلام من عقوق الوالدين، وخصّ بذلك عقوق الأمهات، حيثُ أن عقوق الوالدين وصف من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب عند الله تعالى التي يرتكبها الوالد بحق والدية، ووعدد الله بنار جهنم لكل عاقٍ، ووعده الله بسكراتٍ شديدة نتيجة معاناة الوالدين، فقال تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا – وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا “ الإسراء:23-24. فهذه الآية الكريمة هي عبارة عن دليل واضح على حرص الإسلام على برّ الوالدين ورحمتهما، فكما وعد الله بعذاب من يعق والديهِ، فقد وعد أيضاً الرزق والسعادة لمن يبرهما، وأن يُحسن معاملتهما.

ما هي أشكال عقوق الوالدين:

إنّ في إعاقة الأم والأب أشكال متعددة، قد تظهر أحياناً بشكلهِ ومضمونهِ العلني، بحيثُ يلعنُ الابن والديه مع عدم الاهتمام بهما أو الإنفاق عليمها وخصوصاً عند حاجة الوالدين لولدهما، وأنّه يرفض مساعدتهما بأيّ شكلٍ من أشكالِ المساعدة، سواء كانت مساعدة معنوية أو مساعدة مادية، وقد تمضي بعض الأيام وأكثر من غير أن يسأل عن حالهما عليهما أو يتفقدهما، وهناك أيضاً من يسب على والديه ويرفعُ صوتهُ عليمها، ويُظهر ضيقهُ وانزعاجهُ من طلباتهما وسؤالهما له، كما يسخرُ من أفعالهما، وخصوصاً إذا عانى أحدهما من أمراض الشيخوخة كتلك التي تفقد الذاكرة، وهناك أمور عدة لأشكال عقوق الوالدين التي يفضل خلالها الابن زوجته وأولادها، وأحياناً ضرب والديهِ عند إزعاج زوجتهِ.

أضرار عقوق الوالدين:

هناك العديد من المضار التي تنعكسُ على نتائج عقوق الوالدين على حياة الابن العاق، ومن أهم هذه العقوق هي الشقاء في الدنيا والآخرة، وقلة الرزق، وكثرة الهموم، كما أنّ العاق بوالدية سيعقهُ أبناؤه حينما يكبر؛ لأنّه لم يكن نموذجاً إيجابياً أمام أطفالهِ، بالإضافة إلى أنّ عقوق الوالدين يعمل إلى تفكك المجتمع، واختفاء القيم الأخلاقية والمبادىء من بين أفراده.

أسباب عقوق الوالدين:

قد يكون رفاق السوء من أهم الأسباب التي يُمكن أن تدفع الأولاد إلى أن يعقوا آباءهم، ولذلك يتوجب على كل أبٍ أن يكون حريص على مراقبة علاقات أولاده، ويُحاول إبعادهم عن الذين يتصفون بالسوء.

أنّ يُفرق الآباء بين الإخوة والتمييز فيما بين أولاده، وكثرة المشاجرات والمشاكل العائلية، ممّا ينعكسُ سلبياً على نفسية الأولاد، ويدفعهم إلى عقوق آبائهم.

التهاون في تربية الأولاد، وذلك لأنّهم إن لم  ينشؤوا على التقوى والإيمان وطاعة ربهم والخوف منه والالتزام بتعاليمهِ والابتعاد عن نواهيهِ، فإنّ ذلك سيسمحُ لهم بعقوق آبائهم دون أيّ رادعٍ يردعهُ.

من المُعتقد لجهلِ الأبناء بخطورة عقوق الوالدين عاقين للأجداد، فسيُعاقبهم الله تعالى بأبناءٍ عاقين لهما.

أن يلجأ بعض الأبناء سعياً وراء راحتهم إلى وضع آبائهم في دار رعاية المُسنين لكي يحصلوا على العناية، بدلاً من تقديمها لهم بأنفسهم.

أقوال عن برّ الوالدين:

حينما ماتت والدةُ إياس بن معاوية، بكى عليها، فقيلَ له في ذلك، فقال: كان لي بابان مفتوحانِ إلى الجنة وقد أغلق أحدهما. وهناك مقولة عبد الله بن عمر حينما قال: والله لو ألنت لها الكلام وأطعمتها الطعام، لتدخلن الجنة ما اجتنبت الكبائر. أما مقولة الشافعي: واخضع لأمك وأرضها، فإن عقوقها هي إحدى الكبر. أمّا مقولة محمد العريفي: أن الله تعالى قسم الحقوق وجعلها مراتب، وقد جعل أعظمها بعد حق عبادة الله تعالى وإفراده بالتوحيد الإحسان للوالدين.

وهناك أيضاً مقولة: أن رجلاً من أهل اليمن حمل أمه على عنقه، فجعل  يطوف بها حول البيت، وهو يقول: “إنّي لها بعيرها المُدلل الذي إذا ذعرت ركابها لم أذعر، وما حملتني أكثر، ثم قال لابن عمر: “أتراني جزيتها” فقال: ابن عمر رضي الله عنه: لا، ولا بزفرة واحدة من زفرات الولادة. أمّا مقولة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي  الله عنهما هو أن برّ الوالدين هو أن تبذل لهما ما ملكت، وتطيعهما في أمراك ما لم يكن معصية. أمّا مقولة عمر بن عبد العزيز: لا تؤدَّك عاقاً، فكيف يودك وقد عق أباه.


شارك المقالة: