ما هو حكم قراءة الأبراج في الإسلام؟

اقرأ في هذا المقال


حكم قراءة الأبراج في الإسلام:

الأبراج: وهي من الأمور التي يُتابعها البعضُ من الناس، ويعتمدون عليها في بعضٍ من أمور حياتهم اليومية، وهناك العديد من الأشخاصِ يفتتحُ يومه بقراءة حظه اليومي كما يعتمدون عليها في معرفة حجم الاختلاف والاتفاق مع الآخرين ومعرفة أوصاف برجه وصفات الأبراج الأخرى حتى يستطيع معرفة الطريقة التي سيُعامل بها مع الآخرين، ولكن تختلفُ النظرة الدينية للأبراج، ونرى فيها معصية كبيرة إلى الله، ونستعرضُ من خلال هذا الأمر سنعرف حكم الاطلاع على الأبراج في الدين الإسلامي.

لقد حرّم الدين الاطلاع على الأبراج ومتابعتها والإيمان بها أو التصديق بها وبكلامها، ويُعتبرُ علماء الفلك مثلهم كمثل المنجمون الذين يدّعونَ معرفة الغيب ويُعتبرون هذا كفرٌ بالله؛ لأنّهُ لا يعلمُ الغيب سوى الله، كما يرى الدين أنّ الأبراج ليست علمٌ قائمٌ على نظريات واستقصاءِ وتحليل، وإنّما يُعتبر خُزعبلات وتهكمٌ على إرادة الله تعالى.

وحرّمت الشريعة أيضاً أن يتصفح الإنسان بظاهرة الأبراج أو الاستماعِ إلى كلّ من يتحدثُ عنها أو تصديقهُ بها أو الإيمان بما يقولوه من خرافات ويحذر من فعل ذلك؛ لأنّه يُعتبر معصيةً كبيرة وكفرٌ بكتاب الله حيث قال الله تعالى: “قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ” النمل:65، وقد شبه علماء المسلمين من يؤمن بالأبراج ويصدقها ويعتقد نفعها وضررها بالكافر كما وصف العلماء من يطالعها على الرغم من معرفته بأنّها محرمة بالعاصي لأوامر الله وكتبه.

قال الحافظ: إنّ الشيء الذي نُهي عنهُ من علم النجوم، هو ما يدعيه بعض الأهل من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمن القادم، مثل إتيان المطر من السماء أو هبوب عواصف أو رياح قوية. وتغيُير الأسعار أو ما شابه ذلك، ويزعمون أنّهم يُدركون ذلك بدوران الكواكب واقترانها وافتراقها وظهورها في بعض الأزمان، وهذا علم استأثر الله به، لا يعلمه أحد غيره، فأمّا ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم والذي يعرف به الزوال وجهة القبلة وكم مضى من الليل والنهار وكم بقى فإنّه غير داخل في النهي.

حكم معرفة بعض صفات الأشخاص عن طريق الأبراج:

إنّ عُلماء المسلمين يتطلعون على أنّ الظنّ والشك والاعتقاد على أنّ مواليد كلّ برجٍ يحملون نفس الصفات التي تكون في الشكل والطبع والشخصيةٍ فهذا كله اعتقاد خاطئ وغيرُ صحيح ويُدلون على كلامهم بأنّ الآلاف من الأطفال يولدون كل ساعة بل والملايين يولدون كل يوم فهل هذا يعني أنّهم جميعاً متشابهين في الصفات الشخصية والشكل. ويقول العلماء أنّ لكلِ إنسانٍ طبيعته وشخصيته وشكله الذي يتأثر بعوامل مختلفة، ومن أهمها البيئة التي نشأ فيها وبعض التعاليم التي تلقاها واندرج عليها.

يميلُ بعض العلماء على صحة أقوالهم في اختلاف تصنيف المنجمين أنفسهم للأبراجِ ما بين أبراجٍ غريبة مقسمة على حسب الشهور الميلادية وهم: الحمل، الثور، الجوزاء، والسرطان، الأسد، السنبلة، الميزان، العقرب، القوس، والجدي، الدلو، الحوت، وأبراج صينية مقسمة حسب الأعوام ومنها، الفأر، القط، الحصان، الديك، الجاموس، التين، الماعز، الكلب، النمر، الثعبان، القرد، الخنزير، فهذا هو ما يدلُ على تخبطهم وكذبهم.

هل متابعة الأبراج تُبطل الصلاة:

إنّ مطالعةِ الأبراج والنظر فيها وترقبها عبارة عن معصية كبيرة في الإسلام، كما أنها تُبطل الصلاة لمدة أربعين يوماً حيث روى مسلم في صحيحه عن بعض أمهات المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة” وروى الإمام أحمد في المسند والحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد” ويقول الحديث الذي رواه الطبراني: من أتى هاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ ممّا أُنزل على محمد، ومن أتاه غير مصدق له لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة.

ويُحذرُ علماء وشيوخ الإسلام  من الاهتمام في مثل هذه الأمور واتباعها والاهتمام  لما فيها؛ حيث أن مثل ذلك يُساهم في تكوين العديد من المصطلحات الخاطئة والسيئة، كما يساعد أيضاً في خلق الكثير من العداوات وارتكاب الكثير من الأخطاء ويرون في ذلك معصية كبيرة، كما ينظرون إلى المنجمين مثلهم مثل الشياطين الذين يزرعون الكذب والخرافات في نفوس البشر ويحددون ويرسمون حياة البشر وفق صفات وعلاقات خرافية ليس لها أي أساس من الصحة.

كفارة من يقرأ الأبراج:

إنّ هذا الأمر ليس كُفراً ، ولكنّهُ في الشريعة الإسلاميةِ أمرٌ محرم ولا تجبُ له كفارة، ولكن يتوجب فيه التوبة النصوح، فمن يتوب عن مثل هذه الأفعال يزول عنه الوعيد وتُقبل صلاتهُ بإذن ربهم وعلى كل حال، فما دمت قد تبت إلى الله تعالى وندمت على ما صدر منك من النظر في هذه الأبراج، فإنّ توبتك تمحو إثمك ولا يكونون مستحقون لشيء من العقوبة لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له”. رواه ابن ماجه.


شارك المقالة: