ما هي انواع واقسام اليمين

اقرأ في هذا المقال


أنواع اليمين:

واليمين حتى وإن كانت في الأصل مباحة عند الفقهاء، إلا أنه يكره الإفراط في الحلف بالله تعالى؛ وذلك لقوله سبحانه: “وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ” القلم:10. وهذا ذم له يقتضي كراهة فعله. ولذا كان الإمام الشافعي يقول: ما حلفتُ بالله تعالى صادقاً ولا كاذباً، وقد تقرر أن اليمين مكروهة للنهي عنها بقوله تعالى: ” وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ” البقرة:22.
أي لا تكثروا الحلف بالله؛ لأنه ربما يعجزُ الحالف عن الوفاء به، إلا أن تكون اليمين في طاعة من فعل واجب أو مندوب وتركِ حرام أو مكروه، فتكون طاعة وعلى هذا ليس من الأدب مع الله تعالى اتخاذ اليمين طريقاً للإقناع والتأثير وإنفاق السلعة والترغيب في المعاملات، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة. وذكر المالكية أن اليمين بغير الله مكروه، وقيل: حرام، أما اليمين بنحو “اللات والعزى” فإن اعتقد تعظيمها فهو كفر، وإلا فهو حرام. وذكر الحنابلة أن الأَيمان خمسة أحكام:
1. واجب: وهي التي يُنجي بها إنساناً معصوماً من الهلاك.

2. مندوب:
وهو الذي تتعلق به مصلحة من إصلاح بين متخاصمين، أو إزالة حقد من قلب مسلم عن الحالف أو غيره أو دفع شر.

3. المباح:
مثل الحلف على فعل مباح أو تركه، والحلف على الإخبار بشيء هو صادق فيه أو يظن أنه فيه صادق.

4. المكروه:
وهو الحلف على فعل مكروه أو ترك مندوب.
5. المحرم: وهو الحلف الكاذب، فإن الله تعالى ذمهُ بقوله: “وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ” المجادلة:14. ولأنّ الكذب حرام.

أقسام اليمين:

اليمين اللغو:

وهي التي تجري على اللسان بلا قصد في عرض الحديث لا كفارة فيها، مثل قول الرجل: “لا والله، بلى والله”.

اليمين المنعقدة:

وهي أن يقسم الإنسان على فعل شيء أو تركه في المستقبل ويعزم ويصمم على ذلك وتسمى أيضاً اليمين المعقودة، والمؤكدة، فقال تعالى: “لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ“المائدة:89. ولليمينِ المنعقدة عدة حالات:ِ
1-  أن يُقسم على فعل شيء، فيجب عليه بر اليمين: وفعل ما أقسم عليه كأن يقول: والله لأفعلن كذا، فعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:” من نذر أن يُطيع الله فليُطعه، ومن نذرَ أن يعصي الله فلا يعصيه”. فإن امتنع عن فعل ما أقسم عليه يأثم ويحنث، ويلزمه كفارة.
2 – أن يقسم على ترك واجب، أو فعل معصية: كأن يقول: والله لا أفعل كذا، فيجب عليه التوبة والاستغفار والكفارة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: من حلف على يمين، فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه.

3 –
أن يقسم على ترك مندوب: كأن يقول: والله لا أصوم نافلة. أو يُقسم على فعل مكروه، كأن يقول: والله لألتفتنّ في الصلاة. فالأفضل له أن يترك ما أقسم عليه، ويكفر عن يمينه، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: فليأت الذي هو خير، وليُكفرن عن يمينه.
4 – أن يُقسم على فعل شيء مباح، أو ترك شيء مباح، كأن يقول: والله لأدخلن هذه الدار أو والله لا أدخل هذه الدار. فالأفضل أن يبر بقسمةِ، سواء كان بالفعل أو بالترك.

اليمين الغموس:

وهي اليمين الكاذبة التي يقصد بها ضياع الحقوق، أو يقصد بها شيء من الفسق والخيانة، وسُميت غموساً؛ لأنها تغمس صاحبها في نار جهنم، وهي من أكبر الكبائر، قال الله تعالى: “وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” النحل:94.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: من الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. وقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام من عاقبة هذه اليمين، وأوضح أن جزاءها نار جهنم، فعن عمران بن حصين أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: من حلف عليَ يمين مصبورة كاذباً، فليتبوأ مقعده من النار.
واليمين الغموس قد تكون على شيء في الماضي أو الحاضر، سواء أقسم على شيء نفياً أو إثباتاً، ورأي جمهور العلماء أن اليمين الغموس أكبر من أن تكون لها كفارة، بل تجب فيها التوبة والاستغفار، وقيل تجب فيها الكفارة كغيرها من الأَيمان.


شارك المقالة: