ما هي الأدلة على أن آدم هو أول البشر؟

اقرأ في هذا المقال


الأدلة على أن آدم عليه السلام أول البشر:

لقد تحدث القرآن والسنة والكتاب المقدس عن خلق آدم عليه السلام، وأنه مخلوقٌ من البشر ظهر على سطح الأرض في هذا الوجود، فهو إذاً أبو الخلائق جميعاً وأصلهم الذي منه نبتوا وخرجوا إلى هذا الوجود، وإليه ينتمي جميع سكان الأرض، فليس قبله بشر من النوع الإنساني على الإطلاق، أما من غير البشر فقد خلق الله قبله الملائكة والجن الذين سكنوا الأرض فأفسدوا فيها، وهذا ما قرره القرآن الكريم والسنة النبوية والكتاب المقدس.

  • الأدلة من القرآن الكريم:
    لقد جاء كثير من الآيات لتؤكد نسبة البشرية إلى آدم فهو أبوهم ومنه تفرعوا، فقال تعالى: “يابَني آدم لا يَفتننكُم الشيطانُ كما أخرج أبويكم من الجنة” الأعراف:27. وقال تعالى أيضاً: “يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ” الأعراف:26. وقال تعالى: “يابني آدم خذوا زينتكم عند كلّ مسجد” الأعراف:31. وقال تعالى: “يا بني آدم إمّا يأتينكم رسل منكم يقصونَ عليكُم آياتي” الأعراف:35. وقال تعالى: “ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنهُ لكم عدوٌ مبين” يس:60. وقوله أيضاً: “ولَقد كَرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر” الإسراء:70. فهذه الآيات تُكرر النداء الخالد أن نسبتهم إلى أبيهم آدم عليه السلام.
    أخبرنا الله أنّ كل مولود يولد من أبوين عن طريق التزاوج (تزاوج الذكر والأنثى) إلا آدم عليه السلام، فإنه أخبرنا عن خلقه من طين ثم نفخ فيه الروح، فآدم لم يُخلق من أبوين قبله، إنما جاء نموذجاً فريداً في الخلق، فقال تعالى: “إذ قال ربّك للملائكةِ إنّي خالق بشراً من طين، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين” ص:71-72.
    قوله تعالى: “يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل” الحجرات:13. فالبشرُ جميعاً من ذكر وأنثى إلا آدم وحواء وعيسى، فآدم من دون ذكر وأنثى، وحواء من ذكر دون أنثى على رأي من يرى أنها خُلقت من ضلع آدم وعيسى عليه السلام من أنثى دون ذكر، فآدم خلق من طين ثم نُفخ فيه الروح ولم يُخلق من شيءٍ حي مثل حواء وعيسى عليه السلام، بل خُلقَ من جمادٍ أصم فليس قبله من جنسه من أحد.

    أخبرنا الله تعالى بأن البشر جميعاً من أصلٍ واحد: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً” النساء:1. فالمراد بالنفس الواحدة هو آدم وحواء عليهما السلام بُث البشر وتَوالدوا وتَناسلوا وتَكاثروا ثم تفرقت بهم الأرض.
  • الأدلة من السنة الشريفة:
    لقد ورد كثيرٌ من الأحاديث النبوية ما يؤكد أن آدم هو أصل الخلق وأنّهُ أول البشر كما جاء في حديث الشفاعة الذي أورده البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد فيَأْتُونَ آدَمَ فيَقولُونَ: “يا آدَمُ أنتَ أبُونا، أنتَ أبُو البَشَرِ، خَلقكَ اللهُ بِيدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ من رُوحِه، وأمَرَ الملائِكةَ فسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لنا إلى رَبِّكَ” صحيح البخاري. فهذا الحديث يؤكد على أن آدم أبو البشر وأصل الخلائق.
  • الأدلة من الكتاب المقدس:
    إنّ الكتاب المقدس يُخبرنا بأن الله تعالى خلق السموات والأرض، انتهى أمر الخلق بخلق آدم وحواء، وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشُبهئا فيتسلطونَ على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدّب على الأرض، فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقهُ ذكراً وأنثى خلقهم، وقال وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية، وقال فاؤقعَ الرب الإله سُباتاً على آدم فنام فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضَرها إلى آدم فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي هذه تُدعي امرأة؛ لأنها من امرء أخذت، وقال ودعا اسم امرأته حواء؛ لأنها أم كلّ حي.
    إنّ الكتاب المقدس يُخبرنا أن آدم أول البشر وحواء هي أمٌ لكلّ حي، وكل الأحياء ترجع إليهما معاً، ولا شكّ أن لكل أمة معتقد لبداية البشرية، وكلها تتفق في أصل الخليقة مع اختلاف اسم المخلوق الأول واسم الإله الخالق، فكلها تتفق أن بذرة الحياة الأولى كانت عندما خلق الإله الإنسان الأول وخلق له زوجة وتفرعت البشرية منهما، وجاءت الديانات السماوية تؤكد هذه الحقيقة وتذكر اسم المخلوق الأول آدم عليه عليه السلام كحقيقةٍ ناصعة وجليّة لا لبسٌ فيها ولا غموض.

شارك المقالة: