ما هي زبور داود عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


زبور داود عليه السلام:

قال الله تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا النساء: 163 هنا نلاحظ أن الحق سبحانه وتعالى ذكر الوحي عاماً، ولكنه حينما جاء على داود عليه السلام ذكر اسم كتابة الزبور، ولم يأتِ في هذه الآيةِ بأسماء الكتب المُنزلة على الرسل السابقين، ومثال ذلك نزول التوراة على موسى عليه السلام، والإنجيل على عيسى لماذا؟ لأن ما جاء به داود في الزبور أمرٌ تجمع عليه كل الشرائع، وهو تمجيد الله والثناء عليه، فلم يأتِ الزبور بأحكام، وقد يقول قائلٌ: أن عيسى عليه السلام أيضاً لم يأتِ بأحكام في الإنجيل.
ونقول لمثلِ هذا القائل: إنّ الإنجيل مُلتحمٍ بالتوراة، فالإنجيلُ جاء بالوجدانيات الدينية، والتوارة التي كانت موجودةً قبله جاءت بالأحكام؛ ولذلك فمن عجيب أمرِ اليهود والنصارى أنهم رغم اختلافهم في قمة الأمور، وهي مسألة عيسى وأم عيسى عليه السلام، جاءوا آخر الأمر ليلتقوا أو يسموا الكاتبين العهد القديم والعهد الجديد، ويعتبرونه كتاباً واحداً يسمونه الكتاب المقدس. وقد يقولُ قائلٌ ما معنى الزبور؟ تقول: المادة مأخوذة من زبر البئر، فعندما يقوم الناس بحفر بئرٍ ليأخذوا منها الماء، فإنهم يخافون أن ينهالَ التراب من جوانبه عليه، فيطم البئر؛ لذلك يصنعون الجدران البئر بطانةً من الحجارة، ونحن في الريف المصري نجد أنهم يصنعون تلك البطانة من الإسمنت.
إذن فكلمة زبر البئر تؤدي معنى كل عمليةٍ لإصلاح البئر، ثم أخذ الناس هذه الكلمة في معاني مختلفةٍ، فسمي العقل زبراً؛ لأنه يعقلُ الأمور، فإذا كان السّياج من الحجارة يعقلُ التراب عن البئر، فكذلك العقل يحمي الإنسان من الشطط، إذن فالعقل لم يخلقه الله ليُشتت الإنسانِ في الأفكار، ولكن ليُضبط الإنسان حريته في إطار مسؤوليته ليُفكر، إنه يعقل الغرائز عن الفِكاك بالإنسان إلى الشتات والضلال.

تعريف الزبور:

إنّ الزَبُور: وهو كتاب الله الذي نزله على نبيّهِ داود عليه السلام بشريعة الإسلام، قال الله تعالى: “وآتينا داود زَبُوراً”.
ولقد قال ابن كثير: بأن الزبور هو الكتاب الذي أوحاه الله تعالى إلى داود عليه السلام. وكذلك قال القرطبي: إنّ الزبور كتاب داود وكان مائة وخمسين سورة ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام، وإنما هو حِكَم ومواعظ. وكان داود حسن الصوت، فإذا أخذ في قراءة الزبور اجتمع إليه الإنس والجن والطير والوحوش لحسن صوته.


شارك المقالة: