ما هي صفات إبراهيم عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


صفات إبراهيم عليه السلام:

لقد ذكر في القرآن الكريم والسنة الكريمة صفاتٌ تميز بها إبراهيم عليه السلام، ويجدرُ للمرء المؤمن أن يقتدي بها في حياته متأسياً بأنبياء الله تعالى مُطبقاً قول الله تعالى: “أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ” الأنعام:90. والتأسي بإبراهيم عليه السلام في صفاته وأخلاقه النبيلة، لهي من المنّة العظيمة لهذه الأمة أن تقتفي بأثر أبيها إبراهيم عليه السلام، لا سيما وأن القرآن الكريم قد المنّة العظيمة لهذه الأمة أن تقتفي بأثر أبيها إبراهيم عليه السلام، لا سيما وأن القرآن الكريم قد نصّ على ذلك بقوله: “مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ” الحج:78. وقد بين الله في كتابه العزيز أنّ لنا في إبراهيم عليه السلام قدوةٌ حسنة فقال: “قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ” الممتحنة:4. ولذا فقد جُمعت صفات إبراهيم عليه السلام على كثرتها في الكتاب والسنة ما استطعت إلى ذلك سبيلا حتى تكون عوناً للاقتفاء والاقتداء بها، وقد قسمت إلى قسمين وهما: صفاته في القرآن وصفاته في السنة.

صفات إبراهيم عليه السلام في القرآن:

  • أنه أبو الأنبياء:
    لقد ورد في القرآن الكريم أن الله تعالى جعل النبوة في ذرية إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى: “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ” الأنعام:84. وقال أيضاً: “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ” العنكبوت:27. فهذه الآيات تُظهر لنا أن الله شرّف نبيه إبراهيم عليه السلام جزاءً له على طاعته لربه، وإخلاصه بالتوحيد له، واعتزال قومه المشركين بالله، بأنّ خصّ ذريته بالنبوة، فليس نبيٌ بعده إلّا وهو من ذريته.
    لذلك يُلاحظ أن الله رزقه إسحاق ورُزق ابنه اسحاق يعقوب الذي هو والد الأسباط، ومنهم أنبياء بني إسرائيل، وختم إسحاق بعيسى ابن مريم، وإسماعيل البكر وهو أحد أجداد النبي محمد عليه الصلاة والسلام في النسب إليه، ويدعمُ أبوة إبراهيم عليه السلام قوله صلّى الله عليه وسلم: “فلما خلصت فإذا إبراهيم قال: هذا أبوك فسلم عليه، قال: فسلمتُ عليه” صحيح البخاري.
    بل إنّ نبي الله إبراهيم عليه السلام هو آب للمسلمين أيضاً، يتضح ذلك من قول الله تعالى: “مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ” الحج:78. وفي حديث ابن عباس: كان النبي عليه الصلاة والسلام يعوذ الحسن والحسين ويقول: “إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل شيطان وهامه ومن كلِ عينٍ لامة” صحيح البخاري.
  • الخلة:
    اتصف نبي الله إبراهيم عليه السلام بصفة الخُلة، فهي درجة من مراتب المحبة، وقد قصر الله هذه الصفة على نبيين اثنين من أنبيائه هما إبراهيم عليه والسلام ومحمد صلّى الله عليه والسلام يتبين ذلك من قول الله تعالى: “واتخذ الله إبراهيم خليلاً” النساء:125. وقال صلّى الله عليه عليه وسلم يوماً بلحم فقال: “إنّ الله يجمعُ يوم القيامة الأولين والآخرين في صعد واحد فيسمعهم الدّاعي ويُنفذهم البصر وتدنو الشمس منهم فذَكر حديث الشفاعة فيأتون إبراهيم فيقولون أنت الله وخليله من الأرض أشفعُ لنا إلى فيقولُ فذكر كذباته نفسي نفسي اذهبوا إلى موسى” صحيح البخاري في حديث الأنبياء. والخُلة هي المودة، وسمى الله إبراهيم خليلاً لافتقاره إليه سبحانه في كل حال، والخلة المحبة التي تخللت القلب فخالطتهُ، وهي حقيقة ما في قلب إبراهيم عليه السلام وأما في حق الله تعالى فعلى سبيل المقابلة.
    وسُمي إبراهيم عليه السلام بالخليل؛ لأنه والى في الله وعادى في الله؛ لأنه اتصف بأخلاقٍ حسنة وخلال كريمة، وقد أحب الله محبةً لا نقص فيها ولا خلل.
  • الابتلاء والإتمام والإمامة:
    لقد منّ الله على نبيه إبراهيم عليه السلام، بأن اختبره، فأتم ما ابتلى به فكان إماماً يقتدى به، كما يظهر من قول الله تعالى: “وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ” البقرة:124. وهذه الآية تشمل ثلاث صفاتٍ لإبراهيم عليه السلام وهي الابتلاء وتأتي بمعنى الاختبار، قال ابن عباس: ما ابتلى أحد بهذا الدين فقام به كله غير إبراهيم، ابتلى بالإسلامِ فأتمهُ، فكتب الله له البراءة فقال تعالى: “وإبراهيمَ الّذي وفّى” النجم:37. فكان كما أمره الله عزّ وجل فأثنى عليه بذلك، وأتمهنّ أي أدّاهنّ كاملةً بلا تأخير أو تفريط وعمل بهنّ. وكان عليه السلام إماماً في أمور الدين؛ لذلك أمَر الله الناس باتباع الأنبياء والاقتداء بهم في أمور دينهم.

شارك المقالة: