ما هي قصة النبي يوسف عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


قصة النبي يوسف عليه السلام:

إن قصة النبي يوسف عليه السلام ذكرت في القرآن كاملةً لذلك سُميت بأنها أحسن القصص، فقال تعالى في كتابه العزيز:”نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ” يوسف:3. واختلف العلماء بتسمية هذه القصة أحسن القصص؟ قيل إنها تنفردُ من بين القصص القرآن بأنها تحتوي على عالمٍ كامل من العبر والحكم، وقيلَ أيضاً لأن يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم، وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء الصالحين، والعفةِ والغوايةِ، وسير الملوك والممالك، والرجال والنساء وحِيل النساء ومكرهن والعفة وتعبير الرؤيا وتفسيرها، فهي سورة غنيةً بالمشاهد والانفعلات، وقيل، إنها سميت أحسن القصص؛ لأن مآل من كانوا فيها جميعاً كان إلى السعادة.
ومع التقدير لهذه الأسباب كلها، ونعتقد أن ثمة أسباباً مهما يُميز هذه القصة، إنها تمضي في خط واحد منذ البداية إلى النهاية، يلتحمُ مضمونها وشكلها، ويُفضي بك لإحساس عميق بقهر الله وغلبتهُ ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر وضدها، فقال تعالى: “والله غالبٌ على أمره” هذا ما تُثبتهُ قصة يوسف بشكل حاسم، لا يُنفي حسمهُ أنه تم بنعومةٍ وإعجاز.

طفولة يوسف عليه السلام:

لقد ذهب يوسف الصبي عليه السلام لأبيه وقصّ عليه رؤيا قد رآها، وأخبرهُ بأنه رأى في المنام أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدين له، واستمع الأب لرؤية ابنه الصغير وحذره بأن لا يحكي لأحد عن قصته خشية أن يستشعروا ما وراءها لأخيهم الصغير غير الشقيق فيجد الشيطان من هذا ثغرةً في نفوسهم فتُمتلئ أنفسهم بالحقد، فيدبروا له أمرً يسؤوه. استجاب يوسف لتحذير أبيه لم يحدث اخوته بما رأى وأن أغلب الظن كانوا يكرهونه إلى الحد الذي يصعب فيه أن يطمئن إليهم ويحكي لهم دخائله الخاصة وأحلامه، فقد أدرك يعقوب عليه السلام بحدسه وبصيرته أن وراء هذه الرؤية شأناً عظيماً لهذا الغلام.

اجتماع إخوة يوسف عليه السلام:

لقد اجتمع إخوةِ يوسف عليه السلام يتداولون الحديث في أمرهِ، قال تعالى: “إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” أي أننا مجموعةً قوية تدفع وتنفع، فأبوها مخطيء في تفضيل هذين الصبيين على مجموعة من الرجال العالمين والنافعين، فقد اقترح أحدهم حلا للموضوع، فقال: “اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ“يوسف:9. فهذا هو الحقد وقد دخل الشيطان الذي ضخم حب أبيهم ليوسف وإيثارهُ عليهم حتى جعله يوازي القتل، أكبر جرائم الأرض قاطبة بعد الشرك بالله، وطرحه في أرض بعيدة نائبة مرادف للقتل؛ لأنه سيموت هناك لا محاله، ولماذا هذا كله؛ من أجل أن لا يراه أبوه فينساهُ فيُوجه حبه كله لهم ومن ثم يوبون عن جريمتهم،: “وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ” فقال أحدهم ، حرك الله اعماقه بشقة خفيه او اثار الله في أعماقه رعبا من القتل : ما الداعي لقتله ان كنتم تريدون الخلاص منه فلنلقه في بئر يمر عليه القوافل، ستلتقطه قافله وترحل به بعيداً، سيختفي عن وجه أبيه، ويتحقق غرضنا من أبعاده، فنهمرت فكرت القتل، واختيرت فكرت النفي والإبعاد، نفهم من هذا ان الاخوه رغم شرهم وحسدهم كان في قلوبهم او في قلوب بعضهم خير لم يمت بعد.

موقف إخوة يوسف عليه السلام أمام أبيهم:

لقد توجه إخوة على أبيهم من أجل أن يسمح ليوسف عليه السلام بمرافقتهم لكي يلعب ويرتع معهم، وكان الحوار بينهم وبين أبيهم بطريقةٍ جميلةٍ وناعمة وكان بعتابٍ خفي وفيهِ إثارةً للمشاعر، فقالوا له: مالكَ لا تأمنّا على يوسف؟ أيكون معنا وتخافُ عليه منا وهو بيننا ونحنُ نحبه ونرعاه وننصحُ له، فلماذا ترسله معنا. وردا على العتاب الاستنكاري الأول جعل يعقوب عليه السلام ينفى، بطريقه غير مباشره أنه لا يأمنهم عليه ويُعلل احتجازهُ معه بقلة صبره على فراقه وخوفه عليه من الذئاب وهم عنه غافلون فاقترحو فكرة الذئب الذي يخافه أبوه أن يأكله وهم عشره من الرجال فهل نغفل عنه ونحن كثرةً سنكون خاسرين ولا أهلا للرجولة لو وقع ذلك لن ياكله الذئب ولا داعي للخوف عليه. فوافق الأب تحت ضغط أبنائهِ عليه، فحصلت تلك الموافقة لكي يحصل قدر الله تعالى وتتم القصة كما تقتضي مشيئةُ الله في هذا الأمر.
فخرج الأخوة ومعهم النبي عليه السلام يوسف، وأخذوه إلى الصحراء، وقاموا باختيارِ لا ينقطعُ عنها مرور القوافل وحملوه وقاموا بإلقائهِ في البئر، وأوحى الله إلى يوسف النبي بأن لا يخاف وأنه سينجو بإذن ربه، وأنه سيلقاهم بعد يومهم هذا وأنه سيخبرهم بما فعلوه به.


شارك المقالة: