ما هي قصة توبة أصحاب الغار؟

اقرأ في هذا المقال


قصة توبة أصحاب الغار:

أصحاب الغار: تُعتبر قصة أصحاب الغار من الروايات الإسلامية التي تَروي قصةَ ثلاثة رجالٍ لجأوا إلى غارٍ من أجل أنّ يبتوا فيه، وحينما دخلوا الغار، نزلت عليهم صخرة من قمة جبل، وأغلقت الغار عليهم. فصاروا يدعون الله تعالى بالأعمالِ الصالحة التي عَمِلوها، فتنفرجُ الصخرةَ عنهم وتُفتح بقدرةٍ من الله تعالى.

عن عُقبة بن نافع قال: قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم: “بأن هناك ثلاثةُ رجالٍ دخلوا غارٍ جراء المطر الشديد، فانزلق عليهم صخرةٌ من جبل عالٍ وطبقت عليهم باب الغار، فصاروا يقولونَ لبعضهِم البعض استعيدوا بأنفسكم أعملاً صالحة فعلتموها لوجه الله وادعوا بها.

فصاروا يدعون ربهم، فقال أحدهم وقال: اللهم إنهُ كانَ لي أبوانِ كبيرانِ في السّن ولي امرأةً وطفلانِ، وكنت أرعى عليهم، فإنّ رحتُ إليهم حلبت. وكنتُ أبدأُ بوالديّ فأسقيهما قبل أبنائي، فأتيتُ ذاتَ مرةٍ وأقمتُ عند رأسهما وأكرهُ أن أُيقضهما وأكرهُ بأنّ أبدأ بأيّ أحدٍ قبلهما. وكانوا أولادي عند قدميّ، ولا زلتُ على تلك الحال حتى طلعَ الفجرُ، فإن كنت فعلتُ ابتغاء وجهك الكريم، ففرجُ يا رب هذه الكربة لنرى الضوء، فتحركت الصخرةُ قليلاً.

ودعا الآخر وقال: اللهم إنّه كانِ عندي ابنةُ عمٍ، وإنّ قلبي تعلّقَ بها وأحببتها حُبّاً جمّاً، أكثر ممّا يُحبُ الرجالُ النساء، فطلبتُ إليها نفسها، لكن أبَت، حتى أجلب لها مائةَ دينارٍ، فصرتُ أعملُ وأكدّ وأتعبُ حتى جمعتُ المائةَ دينار، وجئتُ إليها، فلما أراد الاقترابَ منها، قالت له: يا عبد الله، لا تقتربُ مني إلا بالحلال، فنهضتُ عنها وابتعدت، فإن كُنت تعلمُ أنّي عملتُ ذلك ابتغاء وجهك الكريم، ففرج عنّا من هذه الصخرة لكي نرى الضوء، فتحركت الصخرةُ قليلاً.

أمّا الآخر فدعا ربه وقال: اللهم إنّي استأجرتُ أجيراً، فعندما انتهى عملهُ قال له: أعطني أجري، فعرضتهُ عليه، ولكنّهُ تركهُ ورغب عنهُ، فادخرتهُ لهُ، حتى اشتريتُ به بقراً ورعاءها، وبعد برهةٍ من الزمن جاءني الأجير يطلبُ حقهُ، وقال له اتقِ الله ولا تظلمني حقي، فقلتُ له اذهب وخذ تلك البقر ورعاءها، فقال له: أرجوك لا تستهزئ به، فقلتُ له: أنا لا أستهزئ، ولكني جادٌ في كلامي فخذّ البقرة ورِعاءها، فأخذها وذهب، وقال: اللهم إن كنت تعلمُ أنّي فعلتُ ذلك ابتغاءِ وجهك الكريم، ففرج عنّا ما بقي من تلك الضخرةِ، ففرّجَ الله الضخرةَ بأكملها وفُتحت عليهم”.


شارك المقالة: