ما هي قصة توبة امرئ القيس؟

اقرأ في هذا المقال


قصة توبة امرئ القيس:

امرئ القيس: إنّ اسمهُ هو جُندح الكندي، ولُقب بامرئ القيس منذُ بداية القرن الخامس الميلادي، في منطقةٍ تُدعى نجد، قريبةً من مملكةِ أبيه بجبلِ عاقل وهي “ديار بني سعد” وعاش مُترفاً لوالدهُ حجرُ بن الحارث الذي كان ملكاً على بني أسد وغطفان، وأمهُ كانت تُدعى فاطمةُ بنتُ ربيعة التغلبيّةَ، أختاً للمُهلهلِ وكُليب ملك التغلبيين، لقد تورثَ سمةَ البراعةِ في الشّعرِ من خالٍ له. أمّا من أبيه فلم يتورث عنهم سيماء الملوك.

لقد روي عن الأزدي قال: أنّ امرئ القيس كان هو مخرق الأولِ، وكان أغلبَ وقتهِ في اللذات ومجالِ اللّهوِ، وكان يعكفُ كثيراً مع اللعب، ففي ذاتَ يومٍ ركب يا إما يكونُ مُنتدياً وإمّا مُتصدياً، وقُطع عن أصدقائهِ، فمرّ ذاتَ يومٍ برجلٍ يراهُ يجمعُ عِظاماً من عِظام الأموات ويُقلبها بين يديهِ، فسألهُ لماذا تفعل هذا الأمر وتُقلبُ العِظام، وتجلسُ في الخلاءِ وحالكُ مستاءٌ ولونكُ مخطوف لهذا الحدّ.

فأجابه الرجل وقال: هذا لأنّي سأرحلُ إلى مكانٍ بعيد، وسيتوكلُ بي موكلانِ مُزعجانِ، يذهبانِ بي إلى منزلٍ ضنكَ المحلُ ومُظلم القعرِ، وسيء المقر. وبعد ذلكَ يبعثاني إلى مُرافقة البَلّى، وجاورت الأمواتِ تحت التراب، فإنّ تركتَ المنزل مع ضيقِ جفائهِ وخوفهِ، وستأكلُ دودُ الأرض من لحمي وأعصابي حتى أرجعُ رُفاتاً وعِظامى رِمماً، فيُصبحُ للبلاءِ إنقضاء وللشقاءِ نهاية. ولكنّي سأدفعُ بعد ذلك إلى صبيحةِ الحشر، وأعودُ لهولِ أمور الجزاءِ، ثم بعدها لا أعلمُ إلى أيّ الدارين سأبعثُ، فما هو حالُ من يكونُ هذا مصيرهُ.

وعندما أنصتَ الملكُ لكلامِ الرجل، قام بإلقاءِ نفسهِ بين يديهِ وقالَ له: لقد أضاقني ما قلتُ وكدر خاطري، وامتلكَ الإشفاقُ قلبي، فأرجوا أنّ تُعيد عليّ ما قلتُ، واشرح لي عن دينك، فقال له الرجل: ألا ترى ما الذي بين يديكَ، إنّها هذه عِظامُ بعضُ المُلوكِ التي لهو في الدنيا وزخرفها وزينتها، وملكَ قلوبهم الغرور، وجائهتم بعضُ الفرص لكي يتوبوا عن عمّا كانوا عليه، ولكن ما فاجأهم الموتِ وانقضت آجالهم، وتخطت آمالهم، وقامت بِسلبهم من نِعمهم وممّا كانوا فيه.

لكنّ هذهِ العِظامُ ستنشرُ وتعودُ أجساداً، وإنها ستُحاسبُ على جميعِ أعمالها، وستُبعثُ إما إلى دار القرارِ أو تُبعثُ إلى محلِ البوارِ. وبعدها أختلس الرجل ولم يُشاهد لهُ أثراً قط. وألحقَ أصحابُ الملكِ، فكان قد اختلف لونهُ واختلفت عبراتهُ، فعندما جاءَ الليلُ، خلعَ ما على جسدهِ من لباسِ المُلوكِ، وقام بارتداءِ طمرين، وجلسَ تحت الليل، وهذا كان آخرُ العهد به.


شارك المقالة: