قصة جليس سليمان عليه السلام:
لقد حدثت في عهد سليمان عليه السلام حادثة نادرة في ذلك الوقت، فقد ذكر أن ملك الموت كان صديقًا لسليمان عليه السلام، فقال تعالى: “أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ” النساء:78. وقال تعالى: ” لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ” يونس:49.
وفي ذات يوم كان يجلس ملك الموت عند النبي سليمان عليه السلام متمثلًا في صورة جميلة وهيئة غريبة وكان في ذات يوم أحب وزراء سليمان يجلس معه، واستمر الحديث بينهما وملك الموت موجود بينهما، فلما انقضت زيارة ملك الموت ومغادرته من المكان الذي يجلس فيه الوزير مع نبي الله سليمان، ثم سأل الوزير سليمان عليه السلام من هذا الرجل الذي كان يجلس أمامي، وبعدها تركنا وانصرف.
قال سليمان عليه السلام للوزير: ما بك تسأل هذا السؤال، قال: لأنني رأيته ينظر إلي نظرات غريبة وعجيبة ومحدقة، فقال سليمان عليه السلام للوزير، إنه ملك الموت، ففزع وخاف الوزير وارتعدت أعصابه وبدأ الخوف يخيم على قلبه من جراء نظراته، فقال لسليمان: أستحلفك بالله أن تأمر الريح بأن تُرسلني إلى بلاد بعيدة، فقال سليمان: وهل يغنيك هذا السفر عن قضاء الله إذا كان قضاء الله قد حان، قال الوزير: أناشدك الله يا نبي الله بأن ترسلني الريح إلى تلك البلاد، ومن شدة إلحاح الوزير قام سليمان بإعطاء أوامره للرياح بأن تحمل الوزير للهند.
فحملت الرياح الوزير إلى الهند وعندما وصل إلى تلك البلاد جاء ملك الموت إلى سليمان زائرًا، فقال سليمان عليه السلام لملك الموت: لماذا كنت تنظر إلى الوزير نظرة عجب واستغراب، فقال ملك الموت: يا سليمان عجبت من هذا الرجل الذي كان يجلس عندك في هذا المكان؛ لأن الله تعالى أمرني بأن أقبض روحه في بلاد الهند، فلما رأيته جالس عندك عجبت وقلت: يارب لقد أمرتني بقبض روحه في بلاد الهند، فما الذي جاء به إلى بلدة سليمان القدس ها هنا، فلما حان وقت قبض روحه سرت لبلاد الهند حتى أنفذ أوامر الله تعالى فوجدته في انتظاري ينتظر قضاء الله تعالى.