ما هي قصة دهاء عمرو بن العاص مع ملك الروم؟

اقرأ في هذا المقال


قصة دهاء عمرو بن العاص مع ملك الروم:

حينما ذهب المسلمون من أجل فتح بلاد الشام ونشر الدعوة الإسلامية فيها سار جيش كبير بقيادة عمرو بن العاص إلى بلدة كان يحكمها هرقل ملك الروم، الذي كان يشهد له الجميع من شدة ذكائه، وعندما حاصر المسلمون هذه المدينة وحاوطوها بالحصار الشديد، شاهدوا أعلام الروم خلف المدينة ترفع، فهذا كان دليل على أن الروم تريد الإصلاح.

وفي الوقت الذي صار يفتح فيه الروم بابه للمسلمين، خرج من تلك الأبواب مجموعة من الروم وطلبوا من المسلمين بأن يبعث واحدٍ من رجالهم حتى يتفاوض مع ملك الروم في بلدته، وقاموا بإبلاغ عمرو بن العاص بما حصل، وعندما علم بذلك قال: ليس لها أحدٌ غيري، فقد قرر هو بنفسه لكي يفاوض ملك الروم.

لقد قال بعض قادة الجيوش أن ما يريد أن يفعله عمرو بن العاص هي مغامرة خطيرة للغاية ولا يستطيعوا أن يقدموا قائدهم، وأخبروه ماذا ستفعل إذا عرف ملك الروم أنك أنت عمرو بن العاص قائد جيش المسلمين، فقال عمرو بن العاص سأتنكر حتى لا يعرفني أحد، وأخبروه أيضاً بأن هذا خطر أيضًا؛ لأنه قد يتسبب بقتل مراسل الجيش فيظن أنه قتل أحد جنود المسلمين، ولكن عمرو بن العاص ظلّ مصرًا على أن يذهب وهو يخفي نفسه.

لقد سأل البعض لماذا هذا الإصرار من عمرو بن العاص على أن يذهب إلى ملك الروم بنفسه، فأجب عمرو بن العاص بأن ملك الروم هو رجل يُعرف بالدهاء وأخشى أن يخدع كل شخص من يفاوضه من المسلمين وأن يرتب عليه شروط نعجز نحن على فعلها فنصبح مجبرين على فعلها، فإن ذهبت أنا فسيصبح الأمر سهلًا بالنسبة لي وأفاوضه أنا على طريق تكون من صالحنا نحن.

ذهاب عمرو بن العاص إلى هرقل ملك الروم:

لقد ذهب عمرو بن العاص إلى ملك الروم وصار يتفاوض معه ظنه أن هذا الرجل هو رجل من جيش المسلمين، وحصل ما كان يحسب له عمرو بن العاص، فقد أراد ملك الروم بأن ينفذ خطة لم يكن يتوقعها عمرو فكان يريد من هذا الجندي أن يتفق معه على صلح لم يكن متوقع وهو نجاة المشركين، ولكن قائد الجيش عمرو شعر بحيلته وقرر أن يخرب الخطط التي رسم لها هرقل، فصار ملك الروم يقول في نفسه وهو لم يكن عنده العلم بأن الشخص الذي يتكلم معه هو عمرو بن العاص.

ولكن كيف يريد ملك الروم أن يقتل ذلك الرسول وهو يعلم أن عاداتهم لا تسمح بقتل الرسل التي تذهب للملوك في ذاك الزمان، فخطط ملك الروم لهذا الرجل حيلة من أجل أن يُقتل وهي اعطاءه هدايا لرسول المسلمين من جهة وأن يقول لحراس مدينته أنه إذا صادفتم رجل المسلمين اذبحوه من جهة ثانية، فبتلك الحيلة يظن ملك الروم أن من قتل هذا الرجل هو حراس المدينة وليس الملك؛ لأنه أخذ ممتلكات ثمينة تخص الملك، وبتلك الخطة يفكر الملك أن يدفع ديته وبعدها يكون فش غلّه.

لقد ذهب عمرو بن العاص ولم يعلم ما دُبر له من مكيدة، ولكن كان هناك يوجد هناك رجلًا عربياً في القصر من النصارى، وكان عنده خبر بنية ملك الروم في قتل رسول المسلمين، وهذا الرجل أيضًا كان يعلم أن هذا الرسول هو عمرو بن العاص ولكن لم يُشعر أحدًا بذلك، وحينما رأى رسول المسلمين اقترب إليه وقال له: مثلما جازفت بالدخول إلى هنا فسارع بالخروج يا عمرو بن العاص.

لقد أحسّ عمرو بن العاص أن هذا الشخص يعرفه وأنه لا يريد أن يبين نفسه له، وأن عمرو في مأزق كبير وأحس من كلام هذا الرجل أن هناك مصيدة سيقع فيها عند خروجه من المدينة.

كيفية خروج عمرو بن العاص من مكيدة ملك الروم:

إن عمرو بن العاص قرر أن يرجع إلى القصر ومعه الهدايا وحينما عاد دخل إلى الملك ففزع وتعجب وقال له: لماذا رجعت إلى هنا ومعك الهدايا، فأجابه عمرو لقد انبهرت كثيرا بهداياك الثمينة وأنا لي تسعة إخوة وأنا أحقرهم ولست ذكيًا مثلهم ونحن نُوكل عمرو على تسليم أمورنا وشؤوننا، فهل تسمح لي بأن أدعوهم جميعًا حتى يأخذوا من هذه الهدايا الثمينة. فقال ملك الروم في نفسه لقد حان الوقت حتى أتخلص من عشرة إخوة أذكياء في مكيدة واحده، فقال لعمرو بن العاص: اذهب وآتني بإخوتك، وقام ملك الروم بإخبار حراس المدينة أن لا يقتلوا الرسول وأن يدعوه يذهب حتى يأتي بإخوته، وعن طريق تلك الحيلة نفذ عمرو بن العاص من يد ملك الروم.

وبعدها قام عمرو بن العاص بتنفيذ الحصار على تلك المدينة التي دخلها المسلمون، ولما شاهده ملك الروم وهو متعجب، أنت هو! قال له عمرو بن العاص نعم هذا بعض ما كان من خيانتك، وبعدها خرج الروم من بلاد الشام، وكان ذلك بفضل دهاء عمرو بن العاص.


شارك المقالة: