ما هي كيفية إدراك فضيلة الصلاة مع الإمام؟

اقرأ في هذا المقال


إدراك فريضة الصلاة مع الإمام:

لقد اتفق أئمة المذاهب، بأنّ من أدرك الإمام راكعاً في ركوعه، فإنهُ يدرك الركعة مع الإمام، وتسقطُ عنه القراءة بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: “من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام، فقد أدرك الصلاة” فإذا ركع بعد رفع الإمام رأسه من الركوع، لم تحسب الركعة. أما المالكية فقالوا: إنما تُدرك الركعة مع الإمامِ بانحناء المأموم في أول ركعة له مع الإمام قبل أن يعتدل الإمام من ركوعه، حتى وإن حال رفعهُ، ولو لم يطمئن المأموم في ركوعه إلا بعد اعتدال الإمام مطمئناً، ثم يكبّر لركوع أو سجودٍ بعد تكبيرةِ الإحرام، ولا يؤخر الدخول مع الإمام في أي حالة من الحالات حتى يقوم للركعة التي تليها، وإذا شكّ بأنه هل ركع قبل اعتدال الإمام أو بعده فلا تحسب له الركعة.

أما رأي الحنابلة وهو: أنّ من أدرك الإمامُ راكعاً، أجزأتهُ تكبيرةُ الإحرام عن تكبيرة الركوع نصاً؛ وذلك بدليل فعل زيد بن ثابت وابن عمر، ولا يُعرف لهما مخالف من الصحابة، ولأنه أيضاً اجتمع هناك عبادتان من جنسٍ واحد، فأجزأ الركنُ عن الواجب، مثل طواف الزيارة والوداع. واشترط الشافعية مثل شروط المالكية تكبيرة الركوع خلاف تكبيرةُ الإحرام حتى يدرك جزءاً من القيام.

هل يركع من أدرك الإمام راكعاً دون الصف؟

لقد كان رأي المالكية بأن يُحرم دون الصف، إذا كان يظنُ إدراكهُ قبل رفع رأس الإمام من الركوع. فإن لم يظن إدراك الصف قبل رفع الإمام فعلية متابعة مشيهِ بلا خَبَب أي “هرولة”، إلا أن تكون الركعةُ الأخيرة من صلاة الإمام، فيُحرم في مكانه دون الصف، لكي لا تفوتهُ الصلاة، ثم يسيرُ حتى يدخلُ في الصف.

أما الحنابلة وغيرهم من بعض الفقهاء، فقد قالوا بأن المُصلّي لا يركعُ دون الصف إلّا إذا مشى ودخل في الصف قبل رفع الإمام رأسه من الركوع، أو يأتي آخر فيقفُ معه. وجملة ذلك: أن من ركع بغير الصف ثم دخل فيه فإن ذلك الأمر لا يخلو من ثلاثة أمورٍ وهي:

ـ  الأمر الاول وهي إن صلّى ركعةً كاملة، فلا تصحُ صلاتهُ، بدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام : “لا صلاة لفردٍ خلف الصف”.

 ـ أن يسيرُ المُصلّي راكعاً حتى يدخُل في الصف قبل أنّ يرفع الإمامُ رأسهُ من الركوع، أو أن يجيءُ آخر، فيقفُ معه قبل أن يرفع الإمامُ رأسه من الركوع، فإن صلاتهُ تصحٌ؛ وذلك لأنه أدرك مع الإمام في الصف ما يدركُ به الركعة.

ـ إذا دخل المُصلّي في الصف بعد رفع رأسهِ من الركوع: فإن كان جاهلاً بتحريم ذلك، فصلاته صحيحةً، وإن علم بتحريمهُ فلا يصحُ ذلك،وذلك بنص ما روى البخاري وغيره: “أن أبا بكرة انتهى إلى النبي صلّى الله عليه وسلم، وهو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي صلّى الله عليه وسلم، فقال: زادك الله حرصاً، ولا تعد”. فلم يأمره بإعادة الصلاة ونهاه عن العود.


شارك المقالة: