ما هي كيفية تتبع بعض الإشارات القرآنية الدالة على مستقبل الأمة؟

اقرأ في هذا المقال


تتبع بعض الإشارات القرآنية الدّالة على مستقبل الأمة:

إن هذا المسلك له علاقةً بالمسلك الذي قبله إلا أنه أعمقُ بحراً وأصعب منالاً، ويحتاج بجانب الدرايةِ والعلم إلى نور الهداية والفهم، وبيان عناصره في النقاط التالية وهي:

  • تتبع الآيات الصريحة في العلامات المستقبليةِ: ومن تلك الآيات التي تُشير إلى إفساد بني إسرائيل وعلوهم في الأرض، والجديد في الأمر هنا هي الدراسةُ التأملية المبرزة لكل عناصر هذا الإفساد مع بيان الإشارات الدالة على زمن نهايته وطبيعتها. ومن ذلك دراسة الآيات المتعلقة بيأجوج ومأجوج، التي جاء ذكرها في القرآن ومحاولة توصيف هذه الظاهرة توصيفاً علمياً واضحاً بعيداً عن الخرافات والأوهام. ومن ذلك دراسة آية الدخان، كما تشير إليها الآيات ومحاولة فهم المراد منها، وتحقيق القول في كونها وقعت أم لم تقع.
  • تتبع الآيات الضمنية في العلامات المستقبلية: وهذا العنصر يُعتبر صعب، ويحتاج إلى تأمل، وهو باب من العلم، نستطيع من خلاله دلالة المفهوم لا المنطوق، أو من مجموع النظم القرآني المتكامل والمعجز في ترتيب آياته وترتيب سوره، منه يكون على سبيل المثال الإشارة إلى وجود عاد الأولى مما يقتضي وجود عاد أخرى تحمل مواصفات عادٍ الأولى، ومنها الآيةُ الدالة على ظهور الفساد في البر والبحر، فمن الملاحظ أنّ هذه الآية جاءت في سورة الروم، والروم في عصرنا هم قادة الناس في توجيه دفة الكرة الأرضية وفق شهواتهم بما ترتب عليه بشكلٍ واضح عموم الفساد في البر والبحر، ولعل الآية فيها إشارة إلى اختلال موازين الحياة وقوانينها على الكرة الأرضية بسبب إفساد الناس وعلى رأسهم الروم.
    ومن ذلك الآيات الدالة على سقوط كسفٍ من السماء وكيفية نظرة الناس لهذا الكسف بحيث يظنونه سحباً مركوماً. ومن الآيات المتعلقة بطُرق العذاب الإلهي وعلاقتها بالأحداث المستقبلية ومنها الإنذارات القرآنيةِ على لسان النبي محمد عليه الصلاة والسلام، والتي لم تقع إلى هذا اليوم. ومنها كذلك بيان نظرة أهل الباطل لأهل الحق، وحرصهم على إخراجهم من دائرة التأثير على الناس.
    وهذا الباب واسعٌ وتخدمهُ آياتٌ كثيرة وتحتاج إلى دراسة تأمليةً عميقة، ويحتاج إلى وعي واحتياطات وضوابط عدة حتى لا يدخل في باب التأويل المذموم أعاذنا الله تعالى منه ومن أن نتقولُ في كتاب الله سبحانه وتعالى ما ليس منه وما لا تحتملهُ آياته.

شارك المقالة: