اقرأ في هذا المقال
مكوث آدم عليه السلام في الجنة عند علماء الإسلام
دخلَ آدم الجنة يوم الجمعة وخرج منها يوم الجمعة أيضاً، كما جاء في الحديث الصحيح: “خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خُلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أهبط وفيهِ تقوم الساعة” صحيح مسلم. وقد جاءت أقوال العلماء في المدة التي مكثها آدم في الجنة على عدة أقوال:
- مكثهُ كان ساعةً واحدة: والساعة في أيام الآخرة تُعادل ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر من سِنّي الدنيا، لقوله تعالى: “وإنّ يوماً عند ربّك كألفِ سنةٍ مما تعدون” الحج:47. وهذا القول رجحه ثلةٌ من العلماء منهم الطبري في تاريخه حيث يقول: إنّ آدم نُفخ فيه الروح في آخر النهار من يوم الجمعة قبل غروب الشمس من ذلك اليوم، ثم الإخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام متضافرةً بأن الله تبارك وتعالى أسكنه الجنة، وفيه أهبطهُ إلى الأرض، فإن كان ذلك صحيحاً، فمن المعلوم أن آخر ساعة من نهار يوم من أيام الآخرة، ومن الأيام التي اليوم الواحدُ منها مقدارهُ ألف سنةٍ من سنيننا إنما هي ساعةٌ بعد مضي إحدى عشر ساعة، وذلك ساعةً من اثنتي عشرة ساعة، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر من سنيننا.
- مُكثه كان ساعتين: وهذا القول قاله مجاهد، وهي تعادل مائةٍ وستون سنة وثمانية أشهرٍ من سنيّ الدنيا.
- مُكثه كان ثلاث ساعات: وهذا القول قاله الربيع بن أنس، وهي تُعادل رُبع يوم أي مائتين وخمسين سنة.
- مُكثه كان خمس ساعات: قال أبو العالية: أخرج آدم من الجنة الساعة التاسعة أو العاشرة منه، وأهبط إلى الأرض لتسع ساعات مضين من ذلك اليوم، وكان مكثه في الجنة خمسُ ساعات.
- مُكثه كان ستُ ساعات: وهي رواية عن وهب ابن منبه، ذكر فيها أن آدم مكث في الجنة ست ساعات.
- مُكثه كان نصف يوم: روى أبو صالح: عن ابن عباس إن مكث آدم كان في الجنة نصف يوم كان مقداره خمسمائة عام.
وجاء هذا القول عن ابن عباس حيث ذكره ابن سعد في طبقاته قال: خرج آدم من الجنة بين الصلاتين صلاة الظهر وصلاة العصر، فأنزل إلى الأرض وكان مكثه في الجنة نصف يوم من أيام الآخرة وهو خمسمائة سنة من يوم كان مقداره اثنتي عشرة ساعة واليوم ألف سنة مما يُعد أهل الدنيا.
وروي كذلك، أبو الضحى عن ابن عباس مثل ذلك حيث قال: إنه أقام نصف يوم من أيام الآخرة خمسمائة عام، وروي أيضاً عن قتادة أنه دخل الجنة ضحوة وأُخرج منها ما بين الظهر والعصر. ويُعلق ابن الأثير على هذا الخبر فيقول: وهذا أيضاً خلاف ما ورد به الإخبار عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعن العلماء.
ونظراً لوجود الأحاديث الصحيحة التي تبين أن خلق آدم كان يوم الجمعة، ودخوله الجنة كان كان يوم الجمعة، منها كان يوم الجمعة، وقد دلت بعض الأحاديث الصحيحة والآثار الواردة عن السلف من أن آدم خلق في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة، فإن كان خروجه في نفس اليوم الذي خرج فيه، يترجح القول أن آدم مكث ساعة من يوم الجمعة، وهي تعادل ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر من سني الدنيا، وهذا ما رجحه الطبري في تاريخه، وجاء في الكامل لابن الأثيرة: إنّ الله أهبط آدم قبل غروب الشمس من ذلك اليوم الذي خلق فيه، وهو يوم الجمعة مع زوجته حواء من السماء، وقد أخرج الحاكم في مستدركه عن ابن عباس، إن آدم أُسكن الجنة وأُخرج منها في آخر ساعة، وقال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
أما إن كان خروج آدم في يوم جمعة آخر غير الجمعة التي خلق فيها، فتكون المدة التي مكثها آدم في الجنة حينئذ في علم الله ولا يستطيع أحدٌ أن يتنبأ بها، ونتوقف عن تعيينها؛ لأنه ضرب في الخيال وضرب في المحال.
مدة مكوث آدم عليه السلام في الجنة عند أهل الكتاب
لقد جاءت أقوال علماء أهل الكتاب في مكث آدم عليه السلام كما يلي:
– مكثهُ ثلاث ساعات: لقد جاء في كهف الكنوز وهو تفسير يهودي للكتاب المقدس: إنهما لم يَستمرا علي نعيمها في جنة عدن الإ ثلاث ساعات.
– مكثه سبع ساعات: يقول بطرس البستاني: وقد وقع البحث في الأجيال المتوسطة عن المدة التي أقامها آدم في الفردوس قبل السقوط، فذهب البعض إلى أن ذلك لم يكن أكثر من سبع ساعات.
– مكثهُ يوم واحد: وقد اعتراض القس إلياس مقار على تحديد مدة اليوم الواحد، حيث يقول: ومن أننا لا نستطيع أن نقطع على وجه الإطلاق كم بقي الإنسان على هذه الحالة، وإن كنا في الوقت ذاته نستبعد التقليد القائل، إنه لم يبق في الجنة سوى يوم واحد.